responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 315

ابيضّ مني ما كنت أحب أن يسودّ، و اسودّ مني ما كنت أحب أن يبيضّ، و اشتدّ مني ما كنت أحب أن يلين، و لان مني ما كنت أحب أن يشتد. ثم أنشد:

اسمع أنبيك بآيات الكبر # نوم العشاء و سعال بالسحر

و قلة النوم إذا الليل اعتكر # و قلة الطعم إذا الزاد حضر

و سرعة الطرف و تحميج النظر # و تركي الحسناء في قبل الطّهر [1]

و حذرا ازداده إلى حذر # و الناس يبلون كما يبلى الشجر

و قال الآخر: «مروا الأحداث بالمراء، و الكهول بالفكر» . فقال عبد اللّه ابن الحسن: «المراء رائد الغضب، فأخزى اللّه عقلا يأتيك بالغضب» .

و قالوا: أربعة تشتدّ معاشرتهم: الرجل المتواني، و الرجل العالم، و الفرس المرح، و الملك الشديد المملكة.

و قال غاز أبو مجاهد، يعارضه: أربعة تشتد مئونتهم: النديم المعربد، و الجليس الأحمق، و المغني التائه، و السفلة تقرّأ [2] .

و كان أبو شمر الغساني يقول: أقبل عليّ فلان باللحظ و اللفظ، و ما الكلام إلا زجر أو وعيد.

قال: و قال عمير بن الحباب‌ [3] ، و روى ذلك عنه مسعر [4] : ما أغرت على حي في الجاهلية أحزم امرأة و لا أعجز رجلا من كلب، و لا أحزم رجلا و لا أعجز امرأة من تغلب.

قال: و قامت امرأة من تغلب إلى الجحّاف بن حكيم حين أوقع بالبشر، فقتل الرجال، و بقر بطون النساء، فقالت له: «فضّ اللّه فاك، و أصمّك


[1] قبل الطهر: أول الطهر بعد الحيض.

[2] السفلة: الأرذال، تقرّأ: تنسك.

[3] عمير بن الحباب بن سليم شاعر عاش في العصر الأموي و قتل قرب تكريت.

[4] هو مسعر بن ظهير الهلالي الكوفي، راوية ثقة فاضل توفي سنة 155 هـ.

نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 315
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست