أتانا و لم يعدله سحبان وائل # بيانا و علما بالذي هو قائل
فما زال عنه اللّقم حتى كأنه # من العي لما أن تكلم باقل
سحبان مثل في البيان، و باقل مثل في العي، و لهما أخبار.
و قال الآخر:
ما ذا رزينا منك أمّ الأسود # من رحب الصدر و عقل متلد
و هي صناع باللسان و اليد
و قال آخر:
لو صخبت شهرين دأبا لم تمل # و جعلت تكثر من قول و بل
حبّك للباطل قدما قد شغل # كسبك عن عيالنا قلت أجل
تضجّرا مني وعيا بالحيل
قال: و قيل لبزرجمهر بن البختكان الفارسي [2] : أي شيء أستر للعييّ؟ قال: عقل يجمله. قالوا: فإن لم يكن له عقل. قال: فمال يستره. قالوا: فإن لم يكن له مال؟قال: فإخوان يعبرون عنه. قالوا: فإن لم يكن له إخوان يعبرون عنه؟قال: فيكون عييا صامتا. قالوا: فإن لم يكن ذا صمت. قال: فموت وحي خير له من أن يكون في دار الحياة.
و سأل اللّه عز و جل موسى بن عمران، عليه السلام، حين بعثه إلى فرعون بإبلاغ رسالته، و الإبانة عن حجته، و الإفصاح عن أدلته، فقال حين ذكر العقدة
[1] حميد بن ثور الهلالي صحابي أدرك خلافة عثمان. و الأصح نسبة الشعر إلى حميد الأرقط من شعراء الدولة الأموية، و قد قاله في الحجاج.
[2] بزرجمهر بن البختكان حكيم فارسي لعب دورا هاما في انتساخ كليلة و دمنة من كتب الهند.
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 30