و مثل هذا قول زبّان بن سيار [1] :
و لسنا كأقوام أجدوا رئاسة # يرى مالها و لا يحسّ فعالها
يريغون في الخصب الأمور و نفعهم # قليل إذا الأموال طال هزالها
و قلنا بلا عي و سسنا بطاقة # إذا النار نار الحرب طال اشتعالها
لأنهم يجعلون العجز و العي من الخرق، كانا في الجوارح أم في الألسنة.
و قال ابن أحمر الباهلي:
لو كنت ذا علم علمت و كيف لي # بالعلم بعد تدبّر الأمر
و قالوا في الصمت كقولهم في المنطق. قال أحيحة بن الجلاح:
و الصمت أجمل بالفتى # ما لم يكن عيّ يشينه
و القول ذو خطل إذا # ما لم يكن لب يعينه
و قال مخرّز بن علقمة:
لقد وارى المقابر من شريك # كثير تحلم و قليل عاب
صموتا في المجالس غير عيّ # جديرا حين ينطق بالصواب
و قال مكّيّ بن سوادة:
تسلّم بالسكوت من العيوب # فكان السكت أجلب للعيوب
و يرتجل الكلام و ليس فيه # سوى الهذيان من حشد الخطيب
و قال آخر:
جمعت صنوف العي من كل وجهة # و كنت جديرا بالبلاغة عن كثب
أبوك معمّ في الكلام و مخول # و خالك و ثاب الجراثيم في الخطب
[1] زبان بن سيار بن عمرو الفزاري شاعر جاهلي.