responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 31

التي كانت في لسانه، و الحبسة التي كانت في بيانه: وَ اُحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسََانِي `يَفْقَهُوا قَوْلِي .

و أنبأنا اللّه تبارك و تعالى عن تعلق فرعون بكل سبب، و استراحته إلى كل شغب، و نبهنا بذلك على مذهب كل جاحد معاند، و كل محتال مكايد، حين خبرنا بقوله: أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هََذَا اَلَّذِي هُوَ مَهِينٌ. وَ لاََ يَكََادُ يُبِينُ .

و قال موسى عليه السلام: وَ أَخِي هََارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسََاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي و قال: وَ يَضِيقُ صَدْرِي وَ لاََ يَنْطَلِقُ لِسََانِي رغبة منه في غاية الإفصاح بالحجة، و المبالغة في وضوح الدلالة، لتكون الأعناق إليه أميل، و العقول عنه أفهم، و النفوس إليه أسرع، و إن كان قد يأتي من وراء الحاجة، و يبلغ أفهامهم على بعض المشقة.

و للّه عز و جل أن يمتحن عباده بما شاء من التخفيف و التثقيل، و يبلو أخبارهم كيف أحب من المحبوب و المكروه. و لكل زمان ضرب من المصلحة و نوع من المحنة، و شكل من العبادة.

و من الدليل على أن اللّه تعالى حل تلك العقدة، و أطلق ذلك التعقيد، و الحبسة، قوله: رَبِّ اِشْرَحْ لِي صَدْرِي. `وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي، `وَ اُحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسََانِي `يَفْقَهُوا قَوْلِي. `وَ اِجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي `هََارُونَ أَخِي. `اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِي. `وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي إلى قوله: قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يََا مُوسى‌ََ . فلم تقع الاستجابة على شي‌ء من دعائه دون شي‌ء، لعموم الخبر.

و سنقول في شأن موسى عليه السلام و مسألته، في موضعه من هذا الكتاب إن شاء اللّه.

و ذكر اللّه تبارك و تعالى جميل بلائه في تعليم البيان، و عظيم نعمته في تقويم اللسان، فقال: اَلرَّحْمََنُ `عَلَّمَ اَلْقُرْآنَ. `خَلَقَ اَلْإِنْسََانَ `عَلَّمَهُ اَلْبَيََانَ ، و قال تعالى: هََذََا بَيََانٌ لِلنََّاسِ ، و مدح القرآن بالبيان و الإفصاح، و بحسن التفصيل و الإيضاح، و بجودة الإفهام و حكمة الإبلاغ، و سماه فرقانا كما سماه‌

نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست