تبنه العرب على وزن ما بنته ثم تعمل فى البناء الذى بنيته ما يقتضيه قياس
كلامهم ، كما يتبين فى مسائل التمرين إن شاء الله تعالى ، والمتأخرون على أن
التصريف علم بأبنية الكلمة ، وبما يكون لحروفها من أصالة وزيادة وحذف وصحة وإعلال
وإدغام وإمالة ، وبما يعرض لآخرها مما ليس باعراب ولا بناء من الوقف وغير ذلك.
قال : «وأبنية
الاسم الأصول ثلاثيّة ورباعيّة وخماسيّة ، وأبنية الفعل ثلاثيّة ورباعيّة» [١]
أن تأخذ من الكلمة
لفظا لم تستعمله العرب على وزن ما استعملته ثم تعمل فى هذا اللفظ الذى أخذته ما
يقتضيه قياس كلامهم من إعلال وإبدال وإدغام ؛ فاذا بنيت من وأيت مثل قفل قلت وؤى ،
فاذا خففت الهمزة بابدالها من جنس حركة ما قبلها صار وويا ، فعلى أن قلب الواو
الأولى همزة فى مثل هذا واجب يقال : أوى ، وعلى أنه جائز يقال : «أوى» ، أو «ووى»
، وإذا بنيت من وأيت مثل كوكب قلت : ووأى ، تعل الياء بقلبها ألفا لتحركها وانفتاح
ما قبلها ، ثم تحذف الألف لالتقاء الساكنين ، فاذا خففت الهمزة بنقل حركتها إلى ما
قبلها ثم حذفها ، فعلى القول بوجوب القلب فى مثله يقال : أوى ، كفتى ، وعلى القول
بعدم وجوبه يقال : أوى ، أو ووى
[١] قول المصنف «وأبنية
الاسم الأصول ثلاثية ورباعية الخ» مقتضاه أن الأبنية الأصول للاسم والفعل لا تكون
أقل من ثلاثة ، وهو كذلك بالنظر إلى أصل الوضع وأما بالنظر إلى الاستعمال فقد تكون
على حرفين وعلى حرف واحد ، مثال ما كان على حرفين من الاسم وهو محذوف اللام أب وأخ
ويد وثبة وأمة ، ومثاله محذوف الفاء عدة وزنة ودية وشية ، ومثاله محذوف العين وهو
قليل لم يسمع إلا فى ثلاث كلمات : سه اتفاقا ، وأصله سته بدليل جمعه على أستاه ،
ومذ على رأى من يقول : إن أصلها منذ ، استدلالا بأنك لو سميت بمذ صغرته على منيذ
وجمعته على أمناذ ، قال الشارح فى شرح الكافية : ومنع منه صاحب المغنى فى الموضعين
وقال : قولهم منيذ وأمناذ غير منقول عن العرب ، وأما تحريك ذال مذفى نحو «مذ اليوم»
بالضم للساكنين