واعلم أن
التصريف [١] جزء من أجزاء النحو بلا خلاف من أهل الصناعة ، والتصريف
ـ على ما حكى سيبويه عنهم ـ هو أن تبنى [٢] من الكلمة بناء لم
احترز عنه أيضا» نقول
: قد يقال : إن المراد من الأعراب ما يشمل البناء ، وإطلاق الاعراب على ما يشمل
البناء كثير فى كلامهم ؛ من ذلك قول المصنف «أن ألحق بمقدمتى فى الاعراب مقدمة فى
التصريف على نحوها» فهو إما حقيقة عرفية أو مجاز مشهور ، وكلاهما لا يضر أخذه فى
التعريف.
[١] قول الشارح
المحقق «واعلم التصريف جزء من أجزاء النحو بلا خلاف من أهل الصنعة» نقول : هذا على
طريقة المتقدمين من النحاة ؛ فانهم يطلقون النحو على ما يشمل التصريف ، ويعرف على
هذه الطريقة بأنه علم يعرف به أحكام الكلم العربية إفرادا وتركيبا ، أو بأنه العلم
بالمقاييس المستنبطة من استقراء كلام العرب الموصلة إلى معرفة أحكام أجزائه التى
ائتلف منها ، والمتأخرون على أن التصريف قسيم النحو لا قسم منه ، فيعرف كل منهما بتعريف
يميزه عن قسيمه وعن كل ما عداه فيعرف النحو بأنه علم يبحث فيه عن أحوال أواخر
الكلم إعرابا وبناء ، وأما التصريف فيستعمل فى الاصطلاح مصدرا واسما علما ،
فيستعمل مصدرا فى تغيير الكلمة عن أصل وضعها ، ويتناول هذا المعنى نوعين من
التغييرات : الأول : تحويل الكلمة إلى أبنية مختلفة لضروب من المعانى لا تحصل إلا
بذلك التحويل ، وذلك كتحويل المصدر إلى اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة
واسم التفضيل واسم الزمان والمكان والآلة ، وكالتحويل إلى التثنية والجمع والتصغير
والنسب ، والثانى : تغيير الكلمة عن أصل وضعها لقصد الالحاق أو التخلص من التقاء
الساكنين أو التخفيف ، وذلك التغيير كالزيادة والحذف والاعلال والابدال وتخفيف
الهمزة والادغام ، ويستعمل التصريف اسما علما فى القواعد التى يعرف بها أبنية
الكلمة وما يكون لحروفها من أصالة وزيادة وصحة وإعلال وحذف وإبدال وإدغام وابتداء
وإمالة ، وما يعرض لآخرها مما ليس باعراب ولا بناء كالوقف والادغام والتقاء
الساكنين ، وهذان التعريفان غير التعريف الذى حكاه الشارح عن إمام أهل الصنعة
سيبويه.
[٢] قول الشارح «أن
تبنى من الكلمة بناء لم تبنه العرب الخ» نقول : يريد