وأَخبرني
المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي ، يُقالُ : غَسَقَتْ
عينُه ، إذا
انصبّتْ ، قال : والغَسَقانُ
: الانْصِبابُ
، وغَسَقَتِ السّماءُ : أَرشَّتْ ، ومنه قول عُمَرَ : «حين غسَقَ الليلُ على الظِّرابِ» ، أي : أنصبَّ الليلُ على
الجِبالِ.
وقال الأَخفش :
غسقُ الليلُ : ظلمتُه.
وقال القتيبي ،
في قوله تعالى : (وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ
إِذا وَقَبَ (٣)).
الغاسقُ : القمرُ ، سمي
به ، لأنهُ يكْسَفُ ، فيَغْسِقُ
، أي : يَذْهَبُ
ضوؤُهُ ، وَيَسْوَدُّ ، قال : وقول النبي صَلَى الله عليه وسلَم ـ لعائشةَ : تعوّذي بالله من شرّ هذا إذا غَسَقَ» ، أي : من شِرّه ، إذا كُسِفَ».
قلت : هذا
حديثٌ غيرُ صحيح ، والصوابُ في تفسير قوله : (وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ
إِذا وَقَبَ (٣)) : من شر الليل إذا دخلَ ظلامُه في كلّ شيء ، وهو قول
الفراء وَالزجاج ؛ وإليه ذهب أهل التفسير. قال الفراءُ : الغَسَقُ : من قُماشِ الطّعامِ. قال : ويقال : في الطعام : زَوَان
وزُوَان وزُؤَان ـ بالهمزِ ـ وفيه غَسَقٌ ، وغَفاً ، مقصور.
غ ق ز ، ـ غ ق ط
: أهملت وجوههما.
[باب الغين والقاف مع
الدال]
غ ق د : استعمل من وجوههما : غدق.
غدق : قال الليث : غدقت
العين ، فهي غَدِقَةٌ عَذْبة. وماء
غَدَق.
قال : وَقوله ـ تعالى
ـ (لَأَسْقَيْناهُمْ
ماءً غَدَقاً) [الجن : ١٦] أي لَفَتَحْنا عليهم أبوابَ المعيشةِ ، (لِنَفْتِنَهُمْ) بالشُّكرِ والصّبرِ.
وقال الفراء
نحوه ، يقول : لو استقاموا على طريقةِ الكفرِ لزِدنا في أموالهم فتنةً عليهم ،
وبليةً.
وقال غيره : «وأنْ
لو استقَامُوا على طريقةِ الهُدى ، (لَأَسْقَيْناهُمْ
ماءً غَدَقاً) ، أي : كثيراً ، ودليل هذا قولُ الله ـ جلّ
وعزّ ـ : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ
الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ) [الأعراف : ٩٦] ، أراد بالماء
الغَدَق : المالَ
الكثيرَ.
وقال الليث : مطر مُغْدَودِقُ : كثيرٌ ، قال : والغَيْدَقُ
: والغيداقُ ، والغيدقانُ
: الناعم : وأنشد
:
بعدَ التصابي والشبابِ الغيدَقِ
وقال آخر :
رب خليلٍ ، لي غيداقٍ رِفَلّ
وقال آخر :
جَعْد العَناصِي غَيْدَقانا أَغْيَدا
أبو عبيد عن
أبي زيد ، يقال لولد الضب : حِسْلٌ ، ثم يصير
غيْدَاقاً ، ثم
مُطَبِّخاً.