أرادَ
بِقَوْلِهِ : «حِينَ غَبَ
غَبِيبُها» ما أنْتَنَ
من لحومِ مَيْتَتِها وَخَنازِيرِها. ويُسَمّى اللحمُ البائتُ : غاباً وغَبِيباً.
وأخبرني
المُنذري عن ثَعْلب عن سلمةَ عن الفَرَّاء : قالَ : يقالُ : غَبَبٌ وَغَبْغَبٌ.
قال أبو طالبٍ
، في قولِهِمْ : «رُبّ رَمْيَةٍ مِنْ غَيْرِ رامٍ» أوَّلُ من قالَهُ. الحَكَمُ بنُ
عبدِ يَغُوثَ ، وكانَ أرمى أهلِ زَمانِهِ ، فآلى : لَيَذْبَحَنّ عَلَى الغَبْغبِ مَهاةً ، فَحَمَلَ قَوْسَهُ ، وَكِنانَتَهُ ، فَلَمْ
يَصْنَعْ شَيئاً ، فقالَ : لأذبَحَنَّ نَفْسي ، فقال له آخَرُ : إذْبَحْ مكانَها
عَشْراً من الإبلِ ، ولا تَقْتُلْ نَفْسَك ، فقالَ : «لا أظْلِمُ عاتِرَةً ،
وأتْرُكُ النافِرَةَ». ثم خَرَجَ ابنُهُ ، ومَعَهُ قوسُهُ ، فَرَمَى بقَرَةً
فَأَصابَها ، فقالَ له أبُوهُ : «رُبّ رَمْيَةٍ مِنْ غَيْرِ رامٍ».
وقال أبو عمرٍو
: غَبْغَبَ ، إذا خَانَ في شِرَائِهِ ، وبَيْعِهِ ، قال : وغَبّ الرّجُلُ ، إذا جاء زائراً يوماً بعدَ أيَّام ، ومنهُ قَوْلُهُ
: «زُرْ غِبّاً تَزْدَدْ حُبّاً»
وقال الله جلّ
وعزّ : (ثُمَّ لا يَكُنْ
أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً) [يونس : ٧١]. قال أبو الهيثم : أي : مُبْهَماً ، من قولِهمُ : غُمّ عَلَيْنا الهِلَالُ ، فَهُوَ مَغْمُومٌ : إذا الْتَبَسَ.
قالَ : والغُمَّةُ : الغَمُ
ـ أيضاً ـ والأَصْلُ وَاحِدٌ.