responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تهذيب اللغة نویسنده : الأزهري، محمد بن أحمد    جلد : 3  صفحه : 70

والعادي : الظالم. يقال لا أشمت الله بك عاديَك أي عدوّك الظالم لك.

والاعتداء والتعدّي والعُدْوان : الظلم.

وقول الله : (فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ) [البَقَرَة : ١٩٣] أي فلا سبيل.

وكذلك قوله : (فَلا عُدْوانَ عَلَيَ) [القَصَص : ٢٨] أي لا سبيل عليّ.

وقوله : (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ) [البَقَرَة : ١٩٤] الأول ظلم ، والثاني جزاء. وهو مثل قوله : (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها) [الشّورى : ٤٠] السّيئة الأولى سيئة ، والثانية مجازاة ، وإن سُمّيت سيّئة. فالاعتداء الأول ظلم ، والثاني ليس بظلم ، وإن وافق اللفظ اللفظ. ومثل هذا في كلام العرب كثير. يقال : أثِم الرجلُ يأثَم إثماً ، وَأَثَمَهُ الله على إثمه أي جازاه الله عليه يَأثِمُه أثاماً.

وقال الله جلّ وعزّ : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً) [الفُرقان : ٦٨] أي جزاء لإثمه وقول الله جل ذكره : (وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ) [المَائدة : ٢] يقول : لا تعاونوا على المعصية والظلم ، وقوله : (تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلا تَعْتَدُوها) [البَقَرَة : ٢٢٩] أي لا تجوزوها إلى غيرها ، وكذلك قوله : (وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ) [البَقَرَة : ٢٢٩] أي يجاوزْها ، وقوله : (فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ) [المؤمنون : ٧] أي المجاوِزون ما حُدّ لهم وأُمروا به ، وقوله : (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ) [البقرة : ١٧٣] أي غير مجاوِز لما يُبلِّغُهُ ويغُنيه من الضرورة ، وأصل هذا كلّه مجاوزة القدر والحقّ ، يقال : تعديت الحقّ واعتديته ، وعَدَونه أي جاوزته ، وقد قالت العرب اعتدى فلان عن الحقّ ، واعتدى فوق الحق ، كأن معناه : جاز عن الحقّ إلى الظلم ، ويقال : عدا فلان طَوْره إذا جاوز قَدْره ، وعدا بنو فلان على بني فلان أي ظلموهم وقولهم : عدا عليه فضربه بسيفه لا يراد به عَدْو على الرجلين ، ولكن من الظلم.

ومن حروف الاستثناء قولهم : ما رأيت أحداً ما عدا زيداً ، كقولك ، ما خلا زيداً. وتنصب زيداً في هذين. فإذا أخرجت (ما) خفضت ونصبْت فقلت : ما رأيت أحداً عدا زيداً. وعدا زيد ، وخلا زيداً ، وخلا زيدٍ ، النصب بمعنى إلَّا ، والخفض بمعنى سوى.

وتقول : ما يعدو فلان أمرك ، أي ما يجاوزه.

وقال الله جلّ وعزّ : (إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى) [الأنفَال : ٤٢] قال الفراء : العدوة : شاطىء الوادي ، الدنيا ممّا يلي المدينة ، والقُصْوى ممّا يلي مكّة.

وقال الزجّاج : العدوة : شَفِير الوادي.

وكذلك عدا الوادي مقصور.

وأخبرني المنذري عن الحراني عن ابن السكيت قال : عِدوة الوادي وعُدْوته جانبه ، والجميع عِدًى وعُدًى ، قال : والعِدَى : لأعداء يقال هؤلاء قوم عِدَى يكتب بالياء ؛ وإن كان أصله الواو لمكان الكسرة في أوله وعدى مثله.

وقال غيره : العُدى الأعداء ، والعِدى الذين لا قرابة بينك وبينهم والقول الأول. والعدى ألفه مقصور يكتب بالياء وقال :

نام کتاب : تهذيب اللغة نویسنده : الأزهري، محمد بن أحمد    جلد : 3  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست