responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تهذيب اللغة نویسنده : الأزهري، محمد بن أحمد    جلد : 3  صفحه : 46

وقال ابن السكيت ضاعه ذلك يضوعه إذا حرّكه. وأنشد :

* يَضُوع فُؤَادَها منه بُغام*

أي يحرّكه : قال : وتضوّع الريح إذا تحرّك. وقال غيره : ضاعني أمر كذا وكذا يَضُوعني إذا أفزعني.

ورجل مَضُوع أي مذعور. وقال الكُمَيت :

رِئاب الصُدُوع غِيَاث المَضُو

ع لأمَّته الصَّدَرُ المُبْجِل

ويقال : لا يَضُوعنَّك ما تسمع منه ، أي لا تكترث له. وانضاع الفرخ والتضوّع إذا بسط جناحيه إلى أمّه لتَزَقَّه ، أو فَزِعَ من شيء فتضوّر منه ، وقال أبو ذؤيب :

فُرَيخان ينضاعان بالفجر كلّما

أحسّا دويّ الريح أو صوت ناعب

وقال الليث : الضُّوَع : طائر من طير الليل من جنس الهام. قال : وقال أبو الدُّقَيْشِ : هذا الطائر إذا أحسّ بالصَّباح صدح.

وقال الأعشى يصف فلاة :

لا يسمع المرء فيها ما يؤنّسه

بالليل إلّا نئيم البوم والضُّوَعا

قرأت بخط أبي الهيثم : والضِّوَعا ، بكسر الضاد ، وجمعه : ضيعان ، وهما لغتان : ضُوَعٌ وضِوَعٌ ، ونصب الضُّوَع بنية النَّئيم ، كأنه قال : إلا نئيم البوم وصياح الضُّوَع ، فأقام الضُّوع مقام الصياح.

ضيع : ومن ذوات الياء في هذا الباب ضاع الشيء يضيع ضياعاً وَضيْعة. وترك فلان عياله بمَضْيعة ومَضِيعة. وأضاع الرجل عياله وماله ، وضيّعهم إضاعة وتضييعاً ، فهو مُضِيع ومُضيِّع. وضَيْعة الرجل : حِرفته وصناعته وكَسْبه. يقال : ما ضيعتك؟ أي ما حرفتك. وإذا انتشرت على الرجل أسبابه قيل : فشت ضَيْعته حتى لا يدري بأيّها يبدأ. ومعنى قوله فشت أي كثرت.

وقال ابن السكيت : أضاع الرجل فهو مُضيع إذا كثرت ضَيْعته وفشت. وأنشد قول الشمّاخ :

أعائش ما لأهلك لا أراهم

يُضيعون السوام مع المضيع

وكيف يُضيع صاحبُ مُدفَآت

على أثباجهن من الصقيع

وقال الباهلي : كان الشمّاخ صاحب إبل يلزمها ويكون فيها ، فقالت له هذه المرأة : إنك قد أفنيت شبابك في رَعْي الإبل.

ما لك لا تنفق مالك ولا تتفتَّى! فقال لها الشمّاخ : ما لأهلك لا يفعلون ذلك وأنت تأمرينني أن أفعله. ثم قال لها : وكيف أُضيع إبلاً هذه الصفةُ صفتها. ودلّ على هذه قوله على أثر هذا البيت :

لمالُ المرء يُصلحه فيُغني

مفاقرَه أعفُّ من القُنُوع

يقول : لأن يصلح المرء ماله ويقوم عليه ولا يضيعه خير من القُنُوع وهو المسألة.

وقال الليث : الضِّياع : المنازل ، سميت ضياعاً لأنها تَضيع إذا تُرك تعهّدها وعمارتها.

وقال شمر : كانت ضيعة العرب سياسة الإبل والغنم. ويدخل في الضيعة الحِرفة والتجارة. يقال للرجل قم إلى ضيعتك.

نام کتاب : تهذيب اللغة نویسنده : الأزهري، محمد بن أحمد    جلد : 3  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست