(معجِّزين) وقال الفراء : من قرأ
مُعاجِزِينَ فتفسيره
معاندين. وقال بعضهم : مسابقين ، وهو قول الزجاج. ومن قرأ معجِّزين فالمعنى مثبِّطين عن الإيمان بها ، من العجز وهو نقيض الحَزْم. وأما
الإعجاز فهو الفوت ،
ومنه قول الأعشى :
فذاك ولم
يُعجِزْ من الموت رَبَّه
ولكن أتاه
الموتُ لا يتأبّقُ
أبو عبيد عن
أبي زيد : إنّه ليُعاجِز إلى ثقةٍ ، إذا مالَ إليه. ويقال فلانٌ يُعاجز عن الحقِّ إلى الباطل ، أي يلجأ إليه. ويقال هو يُكارز
إلى ثقةٍ مُكارَزةً ، إذا مال إليه.
وروي عن علي
رَضي الله عنهُ أنه قال : «لنا حقٌ إنْ نُعْطَهُ نأخذْه ، وإن نُمنَعْه نركبْ أعجاز الإبل وإن طال السُّرى».
القتيبيُّ : أعجاز الإبل : مآخيرها ، جمع عَجُز ، وهو مركب شاقّ. قال : ومعناه إن مُنِعنا حَقَّنا
ركبْنا المشقَّة وصَبَرنا عليه وإن طال ، ولم نَضجَرْ منه مُخِلِّين بحقِّنا.
قلت : لم يُرد
عليّ رحمهالله بقوله هذا ركوبَ المشقَّة ، ولكنّه ضربَ أعجازَ الإبل مثلاً لتقدُّم غيره عليه وتأخيره إياه عن حقِّه ،
فيقول : إن قُدِّمنا للإمامة تقدّمنا ، وإن مُنِعْنا حقَّنا منها وأخِّرنا عنها
صبرنا على الأثَرة علينا وإن طالت الأيام.
وفي كلام بعض
الحكماء : «لا تَدَبَّروا
أعجازَ أمورٍ قد
ولَّت صُدورها» ، يقول : إذا فاتك الأمر فلا تُتبعْه نفسَك متحسِّراً على ما فات ،
وتعزَّ عنه متوكِّلاً على الله.
وقال الليث : العجوز : المرأة الشيخة ، والفعل عَجُزت تعجُز عَجْزاً.
قلت : وروى أبو
عبيد عن الكسائيّ : عجَّزت
المرأةُ فهي معجِّز. قال : وبعضهم عَجَزَتْ
بالتخفيف. وقال
ابن السكيت : عجَزت
عن الأمر أعجِز عنه عَجْزاً ومَعجَزة. قال : وقد يقال عَجِزَتِ
المرأة تَعْجَز ، إذا عظُمت عجيزتها. وعجَّزت
تعجّز تعجيزاً ، إذا صارت عجوزاً. قال : وامرأةٌ
معجَّزَة : ضخمة العجيزة. قال يونس : امرأة
معجِّزة : طعنت في
السنّ. وامرأة
معجَّزة : ضخمة العجيزة. وقال ابن السكيت : تعجّزت البعيرَ ، إذا ركبت عَجُزَه.
وأخبرني أبو
الفضل عن أبي العباس عن ابن الأعرابيّ ، قال رجل من بني ربيعة بن مالك : «إنْ
الحقَّ بقَبَلٍ فمن تعدَّاه ظَلَم ، ومن قَصَّر عنه عَجَز ، ومن انتهى إليه اكتفى» قال : لا أقول عَجِزَ إلّا من العجيزة ، ومن العجز
عَجَز. وقوله «بقَبَلٍ»
أي يَضِحُ لك حيث تراه. وهو مثل قولهم «إنّ الحقَّ عارِي».
قلت : والعرب
تقول لامرأة الرجل وإن كانت شابّة : هي عَجوزُهُ
، وللزوج وإن
كان حدثاً : هو شَيْخُها.