وإنما
اخْتَرْتُ وَضْعَه فى الياء ، وخالفت ترتيب اللُّغَوِيِّين فى ذلك ، لأنها صيغة
فاعل ، ولم أجد لها فِعْلاً البَتَّةَ يجوز أن يكون هذا الاسم عليه إلا أن يكون من
قولهم : أمَاسَت جِسْمَها ، كما قالوا فيها : خَرِيعٌ من التَّخَرُّع ،
وهو التَّثَنِّى ، فكان يَجِبُ على هذا
مُمِيسٌ ومُمِيسَةٌ ، لكنهم قَلَبُوا مَوْضِعَ العَيْنِ إلى الفاء ، فكأنه أَيْمَسَتْ ، ثم صِيغَ اسم الفاعل على هذا. وقد يكون « مُفْعِلاً »
من قولهم : أَوْمَسَ العِنَبُ إذا لانَ ، وسيأتى ذكره فى الواو ، قال ابن
جِنِّى : رُبَّما سَمَّوا الإِماءَ اللّواتِى للخِدْمَةِ مُومِسَات.
* والمَيْسُونُ : المَيَّاسَةُ من النِّسَاءِ المُخْتالَة ، وهذا البناء على هذا
الاشتقاق غير مَعْلُوم ، وهو من المُثُل الذى لم يَحكِها سيبويه ، كزَيْتُون ،
وحكاه كُراع فى باب فَيْعُولٍ ، واشْتَقَّه من المَيْس
، ولا أَدْرِى كيف ذلك
، لأنه ينتفى كونه فَيْعُولاً ، وكونه مشتَقّا من المَيْسِ.
* ومَيْسُونُ : اسْمُ امْرَأَةٍ منه ، قال الحارِثُ بن حِلِّزَة :
وقد تقدم فى
باب مَسَنَه بالسَّوْط ، فهو على هذا فَيْعُولٌ صحيحٌ ، وبابُ المَيْسِ أَوْلَى به ، لما جاء من قَوْلِهم : امرأة مَيْسُون : تَمِيسُ
فى مِشيَتِها.
* والمَيْسُ : شَجَرٌ تُعْمل منه الرِّحَال ، قال أبو حَنِيفة : المَيْسُ : شَجَرٌ عِظَامٌ شَبِيه فى نباته ووَرَقِه بالغَرَب ،
وإذا كان شابا فهو أبيض الجَوْفِ ، فإذا تقادم اسْوَدَّ فصار كالآبِنُوس ،
ويَغْلُظُ حتى تُتَّخذَ منه الموائد الواسعة وتُتَّخَذ منه الرِّحَال ، قال العجاج
ووصف المطايا :