نام کتاب : المحكم والمحيط الأعظم نویسنده : ابن سيده جلد : 2 صفحه : 201
لكنه نقلَها فجعلها اسمًا فَنَصبَها على حدّ قولك قلتُ خيرًا أو قلت
ضَيْرًا. وقد يجوز أن يكون قُلْتم نَعَما على مَوْضِعه من الحرفيَّةِ فَيَفْتَحُ للإطْلاق كما
حَرَّك بعضُهم لالتقاءِ الساكِنَيْنِ بالفَتْحِ فقال قُمَ اللَّيْلَ وَبِعَ
الثَّوْبَ. واشتقَّ ابن جنىّ نَعَمْ
من النِّعْمَةِ وذلك أنَّ « نَعَمْ
» أشْرَفُ الجوابَينِ
وأسَرُّهما للنَّفْسِ وأجْلَبُهُما للحَمْدِ ، و « لا » بِضِدّها ، ألا تَرَى إلى
قوله :
يروى بنصْبِ
البُخْل وجَرّه ، فمن نصبه فعلى ضربين : أحدهما أن يكون بَدلاً من « لا » لأن « لا
» مَوْضُوعُها للبُخْل ، فكأنه قال أبى جُودُه البُخلَ والآخر أن تكون « لا »
زائدةً والوجهُ الأوَّل أعنى البَدَل أحْسَنُ لأنه قد ذكر بعدها « نَعَمْ » و « نَعَمْ
» لا تُزَاد فكذلك
ينبغى أن تكون « لا » هاهنا غيرَ زائدة. والوَجْهُ الآخرُ على الزيادة صحيح أيضًا.
ألا ترى أنَّه لو قال لك إنسانٌ : لا تُطْعِمْ ولا تَأتِ المكارمَ ولا تَقْرِ
الضيْفَ. فَقُلْتَ أنت : لا ، لكانت هذه اللفظة هنا للجود لا للبخل ، فلما كانت «
لا » قد تصلح للأمرين جميعًا أضيفتْ إلى البخل لما فى ذلكِ من التَّخْصِيصِ
الفاصِل بين الضِّدَّيْنِ.
* ونَعَّمَ الرَّجُلَ قال له : نَعَمْ
فَنَعِمَ بِذَلك بالاً
كما قالوا : بَجَّلْتُه أى قُلْتُ له بَجَلْ أى حَسْبُك. حكاه ابنُ جِنى.