قال السُّكَّرِى
: عَفْرٌ أىْ يَعْفِره
فى الترَابِ. وقال أبو
نَصْر : عَفْرٌ : جَذْبٌ ، قال ابنُ جِنِّى : قولُ أبى نَصْرٍ هو
المعمُول به ، وذلك أنَّ الفاء مُرَتِّبَةٌ ، وإنما يكون التَّعْفِير فى التراب بعد الطَّرْح لا قَبْلَه فالعَفْرُ إذاً هاهُنا هو الجذْبُ ، فإن قُلْتَ : فكيفَ جاز أن
يُسمَّى الجذبُ عَفْراً؟
قيل : جازَ ذلك
لِتَصَوُّرِ معنى التَّعْفير بعد الجذْبِ وأنَّه إنما يصير إلى العَفَر الذى هو الترَابُ بعد أن يَجْذِبَه ويُساوِرَه ، ألا
تَرَى ما أنشده الأصمعىُّ :
فسَمَّى
جُلُودَها وهى حَيَّةٌ أفِيقا وإنما الأفيقُ الجِلْدُ ما دام فى الدِّباغِ ، وهو
قَبْلَ ذلك جِلدٌ وإهابٌ ونحْو ذلك ، ولكنه لمَّا كان يصير إلى الدّباغ سماه أفيقا
، وأطْلق ذلك عليه قَبْلَ وُصُوله إليه على وَجْهِ تَصَوُّرِ الحالِ المتوقَّعةِ ،
ونَحْوٌ منه. قول اللهِ سُبْحانه : ( إِنِّي أَرانِي
[١] البيت بلا نسبة
فى لسان العرب ( عرف ) ؛ وتاج العروس ( عرف ).
[٢]البيت لذى الرمة
فى ديوانه ص ٨٢٩ ؛ ولسان العرب ( سرع ) ، ( لوى ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ١٣١ ) ؛
وتاج العروس ( سرع ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عرف ) ؛ وتاج العروس ( عرف ).
[٣] البيت لجرير فى
ديوانه ص ٤٧٨ ؛ ولسان العرب ( عفر ).
[٤] البيت لأبى ذؤيب
الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٢٥ ؛ ولسان العرب ( سدد ) ، ( عفر ) ؛ وتاج
العروس ( سدد ) ، ( عفر ) ؛ وأساس البلاغة ( طرح ).