صلوا عليه و سلموا؛ فبذلكم * * * تهدى النفوس لرشدها و غناها
صلى عليه الله غير مقيد * * * و عليه من بركاته أنماها
و على الأكابر آله سرج الهدى * * * أحبب بعترته و من والاها
و كذا السلام عليه، ثم عليهم * * * و على عصابته التي زكاها
أعني الكرام أولي النهي أصحابه * * * فئة التقي و من اهتدى بهداها
و الحمد لله الكريم، و هذه * * * نجزت و ظني أنه يرضاها
قال البدر بن فرحون أحد أصحاب ناظمها سيدي أبي محمد البكري: إن بعض الصالحين رأى النبي صلى الله تعالى عليه و سلم في المنام، قال البدر: و أشك هل كان هو الشيخ أو غيره، و أنشد هذه القصيدة، فلما بلغ آخرها قال النبي صلى الله تعالى عليه و سلم «رضيناها رضيناها».
قلت: فلذلك ختمت بها كتابي هذا عسى أن يكون مرضيا عند سيدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم؛ فيلحظه بعين القبول، لأنال منه من الرضوان غاية المأمول، و لله در القائل:
إذا رضيت عنّي كرام عشيرتي * * * فلا زال غضبانا عليّ لئامها
اللهم جد علينا برضوانك، و اجعلنا في حرزك و أمانك، و تفضل علينا بجودك و إحسانك، بمجاورة حبيبك المصطفى في الدارين، و الفوز من اتباع سنته بما تقربه العين، و ثبت قلوبنا على الهدى، و سلمها من الزيغ و الرّدى، و نجنا من الفتن و البلوى، و خلصنا من كدورات هذه الحياة الدنيا، و وفقنا للقيام بما أمرتنا قولا و فعلا، و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم، و سامحنا بجودك و كرمك إنك أنت الجواد الكريم، و افعل ذلك بوالدينا و مشايخنا و أحبابنا و جميع المسلمين، سيما من اشتغل بهذا الكتاب، و رغب فيه من الطلاب، جعله الله خالصا لوجهه الكريم، موصّلا للفوز بجنات النعيم، و حفظه من الحاسدين، بالكرام الكاتبين، و حماه من السراق، كما من بسلامته من الاحتراق.
و قد سلكت فيه إيضاح العبارات، مع سلامتها من الركّة و الغرابات، ليسهل تناوله، و تورد على العموم مناهله، و حذفت الأسانيد من أحاديثه اكتفاء بتخريجها، و الكلام على ما يحتاج إلى الكلام عليه منها.
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم جلد : 4 صفحه : 230