responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 4  صفحه : 229

حظيت بهجرة خير من وطئ الثرى‌ * * * و أجلهم قدرا، فكيف ثراها؟

كل البلاد إذا ذكرت كأحرف‌ * * * في اسم المدينة لا خلت معناها

حاشى مسمى القدس فهي قريبة * * * منها، و مكة إنها إياها

لا غرو إلا أن تم لطيفة * * * مهما بدت يجلو الظلام سناها

جزم الجميع بأن خير الأرض ما * * * قد حاط ذات المصطفى و حواها

و نعم، لقد صدقوا، بساكنها علت‌ * * * كالنفس حين زكت زكى مأواها

و بهذه ظهرت مزية طيبة * * * فغدت و كل الفضل في معناها

حتى لقد خصت بروضة جنة * * * الله شرفها بها و حباها

ما بين قبر للنبي و منبر * * * حيا الإله رسوله و سقاها

هذي محاسنها فهل من عاشق‌ * * * كلف شحيح باخل بنواها

إني لأرهب من توقّع بينها * * * فيظل قلبي موجعا أوّاها

و لقلما أبصرت حال مودّع‌ * * * إلا رثت نفسي له و شجاها

فلكم أراكم غافلين جماعة * * * في إثر أخرى طالبين هواها

قسما لقد أذكى فؤادي بينكم‌ * * * نارا، و فجر مقلتيّ مياها

إن كان مزعجكم طلاب معيشة * * * فالخير كل الخير في مثواها

أو خفتم ضرا بها فتأملوا * * * بركات بلغتها فما أزكاها

إلا إذا يبغى الكثير لشهوة * * * و رفاهة لم يدر ما عقباها

و العيش ما يكفي، و ليس هو الذي‌ * * * يطغى النفوس و لا خسيس مناها

يا رب أسأل منك فضل قناعة * * * بيسيرها و تحببا لحماها

و رضاك عني دائما، و لزومها * * * حتى توافى مهجتي أخراها

فأنا الذي أعطيت نفسي سؤلها * * * و قبلت دعوتها، فيا بشراها

بجوار أوفى العالمين بذمة * * * و أعز من بالقرب منه يباهى‌

من جاء بالآيات و النور الذي‌ * * * داوى القلوب من العمى فشفاها

أولى الأنام بخطة الشرف التي‌ * * * تدعى الوسيلة خير من يعطاها

إنسان عين الكون، سر وجوده‌ * * * يس إكسير المحامد طه‌

حسبي، فلست أ في بذكر صفاته‌ * * * و لو أن لي عدد الحصا أفواها

كثرت محاسنه فأعجز حصرها * * * و غدت و ما نلفي لها أشباها

إني اهتديت من الكتاب بآية * * * فعلمت أن علاه ليس يضاهى‌

و رأيت فضل العالمين محددا * * * و فضائل المختار لا تتناهى‌

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 4  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست