responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 92

ألا ليت شعري هل تغير بعدنا * * * بقيع المصلّى أو كعهدي القرائن‌

و قد سمعنا من يقول: القرائن كانت جنابذ ثلاثا لعبد الرحمن بن عوف، انتهى.

قلت: و أخبار المؤرخين متطابقة على أن حجر أزواج النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) أدخلت في المسجد بأمر الوليد، و قد قدمنا في الفصل التاسع قول عطاء الخراساني: أدركت حجرات أزواج النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) من جريد على أبوابها المسوح من شعر أسود، فحضرت كتاب الوليد بن عبد الملك يقرأ يأمر بإدخال حجر أزواج النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، فما رأيت يوما كان أكثر باكيا من ذلك اليوم، قال عطاء: فسمعت سعيد بن المسيب يقول: و اللّه لوددت أنهم تركوها على حالها، لكن نقل الزين المراغي عن السهيلي أنه نقل أن الحجر و البيوت خلطت بالمسجد في زمن عبد الملك بن مروان، قال: و يرده تصريح رزين و غيره بضد ذلك.

قلت: و لعل مراد من نسب ذلك إلى عبد الملك أنه جعلها للمسلمين يصلون فيها لضيق المسجد من غير هدم لها، و قد كان الناس يصلون فيها قبل إدخالها في المسجد في يوم الجمعة، فقد نقل مالك (رحمه الله) عن الثقة عنده أن الناس كانوا يدخلون حجر أزواج النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) يصلون فيها يوم الجمعة بعد وفاة النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، و كان المسجد يضيق عن أهله، قال:

و حجر أزواج النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) ليست من المسجد، و لكن أبوابها شارعة في المسجد، انتهى.

و أما بقية خبر ابن زبالة المتقدم فقد قال عقب ذلك: ثم سام‌ [1] عمر بن عبد العزيز بني عبد الرحمن بن عوف بدارهم، فأبوا، فهدمها عليهم و أدخلها في المسجد، قال عبد الرحمن بن حميد: فذهب لنا متاع في هدمهم، و أدخل حجرات أزواج النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) مما يلى المشرق و من الشام، و أخل القرائن دور عبد الرحمن بن عوف و أدخل دار عبد اللّه بن مسعود التي يقال لها دار القراء، و أبيات هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، و أدخل فيه من المغرب دارا كانت لطلحة بن عبيد الله، و دارا كانت لأبي سبرة بن أبي رهم كانت في موضع المربعة التي في غربي المسجد، و دارا لعمار بن ياسر كانت إلى جنب دار أبي سبرة، و بعض دار العباس بن عبد المطلب، فأعلم ما دخل منها في المسجد، فجعل منابر سواريها التي تلي السقف أعظم من غيرها من سواري المسجد، و أدخل دارا كانت لمخارق مولى العباس بن عبد المطلب.

قلت: قوله «و أدخل إلى آخره» و إن كان مبنيا لما لم يسم فاعله، لكن إيراده هنا يقتضي أن ذلك كله في زيادة الوليد المذكورة، و فيه نظر؛ لما تقدم من أن عثمان (رضي الله عنه) زاد


[1] سام: ساوم، مساومة و سواما: فاوضه في البيع و الابتياع. و- البائع بالسلعة: غالى بها.

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست