responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 91

المسجد، قالوا: ما نبيعه بشي‌ء، قال: إذا أدخله في المسجد، قالوا: أنت و ذاك، أنت و ذاك، فأما طريقنا فإنا لا نقطعها، فهدم البيت و أعطاهم الطريق و وسعها لهم حتى انتهى بها إلى الأسطوان، و كانت قبل ذلك ضيقة قدر ما يمر الرجل منحرفا.

قال عبد العزيز بن محمد: فكنت أسمع عبيد اللّه بن عمر يقول: لا أخرجني اللّه من الدنيا حتى أراها قد سدت، إن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) قال: لا يلقى الصور الصور.

قلت: و سنورد بقية هذا الخبر.

و روى يحيى في قصة هذه الدار عن مالك بن أنس في جملة خبر أن الحجاج قال لعبيد اللّه ابن عبد اللّه بن عمر: بعني منزل حفصة، قال: لا و اللّه ما كنت لآخذ لبيت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) ثمنا أبدا، قال: إذا و اللّه أهدمه، قال: و اللّه لا تهدمه إلا على ظهري، فأمر الحجاج صائحا صاح الناس بالعتل‌ [1] و المساحي و الفوس، فقام عبد اللّه فدخل بيت حفصة، و جاء الغوغاء بالعتل و الفوس، فأمرهم الحجاج بهدمه، فصعدوا ليهدموه و عبيد الله فيه، فجاءت بنو عدي إلى عبيد اللّه فقالوا له: ما أضعفك! هو يتأسف على قتل أبيك و يزع عن قتلك، فأخرجوه، فهدمه الحجاج، و كتب إلى الوليد يعلمه ما صنع، و امتناع عبيد الله من الثمن، فكتب الوليد إلى عمر بن عبد العزيز يأمره يعرض على عبيد اللّه الثمن، فإن أبى جعل له مكرمة بدله في المسجد، فجعل له عمر الخوخة التي في قبلة المسجد التي إلى دار حفصة اليوم، و هو يقتضي أن الذي هدم دار حفصة هو الحجاج.

و عن جعفر بن وردان عن أبيه قال: لما استعمل الوليد عمر بن عبد العزيز على المدينة أمره بالزيادة في المسجد و بنيانه و اشتراء ما حوله من المشرق و المغرب و الشام، فلما خلص إلى القبلة قال له عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عمر: لست أبيع هذا، هو من حق حفصة، و قد كان النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) يسكنها، فقال له عمر: ما أنا بتارككم أو أدخلها المسجد، فلما كثر الكلام بينهما قال له عمر: أجعل لكم في المسجد بابا تدخلون منه، و أعطيكم دار الدقيق مكان هذا الطريق، و ما بقي من الدار فهو لكم، ففعلوا، و أخرج بابهم في المسجد و هو الخوخة التي في المسجد تخرج في دار حفصة بنت عمر، و أعطاهم دار الدقيق، و قدّم الجدار في موضعه اليوم، و زاد في المشرق ما بين الأسطوان المربعة إلى جدار المسجد اليوم، و معه عشرة أساطين من مربعة القبر إلى الرحبة إلى الشام، و مده في المغرب أسطوانين، و أدخل فيه حجرات أزواج النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، و أدخل فيه دور عبد الرحمن بن عوف الثلاث التي كان يقال لها القرائن اللاتي يقول فيهن أبو قطيفة بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط:


[1] العتلة: عمود قصير من الحديد له رأس عريض يهدم به الحائط. و يقلع به الشجر و الحجر. (ج) عتل.

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست