responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 93

في المسجد أسطوانا بعد المربعة، فيكون زيادة الوليد بعد ذلك في جهة المغرب، فلا يصح إدخاله لدار أبي سبرة؛ لقوله إنها كانت في موضع المربعة، إلا أن يريد بالمربعة هنا الأسطوانة التي عن يمينك إذا دخلت من الباب الذي يلي دار مروان، و هو باب السلام، و هي الثانية من الباب المذكور، فإنها أول زيادة الوليد؛ لقوله في رواية يحيى المتقدمة «و مده في المغرب أسطوانين» لكن قال ابن شبة نقلا عن ابن أبي يحيى: إنه كانت لأبي سبرة بن أبي رهم دار موضعها عند الأسطوان المربعة التي في المسجد اليمانية الغربية، و كانت جديدة، و كانت هناك دار لعمار بن ياسر، فأدخلتا في المسجد، انتهى. و هو ظاهر في أن المراد بالمربعة الأسطوان المثمنة اليوم التي قدمنا وصفها في زيادة عثمان (رضي الله عنه)، و قوله «و بعض دار العباس بن عبد المطلب» ظاهر أيضا في أن الوليد أدخل من دار العباس شيئا، و لعله مما كان بقي منها و أدخله مروان في داره، فيستفاد منه أن الوليد أدخل بعض دار مروان و هو ظاهر؛ لما قدمناه من أن دار مروان كانت ملاصقة للمسجد في جهة المغرب و لها خوخة فيه، و لا شك أنه اتخذها قبل زيادة الوليد، فإن وفاة مروان كانت في سنة خمس و ستين بعد أن أقام في الخلافة عشرة أشهر.

و لنرجع إلى تكميل خبر ابن زبالة المتقدم، قال: قالوا: و كتب الوليد بن عبد الملك إلى ملك الروم «إنا نريد أن نعمر مسجد نبينا الأعظم، فأعنّا فيه بعمال و فسيفساء»، قالوا:

فبعث إليه بأحمال من فسيفساء و بضعة و عشرين عاملا، و قال بعضهم: بعشرة عمال، و قال:

قد بعثت إليك بعشرة يعدلون مائة، و بثمانين ألف دينار عونا له.

قلت: روى ذلك يحيى أيضا، و ذكر في رواية أخرى عن قدامة بن موسى أن ملك الروم، بعث إليه بأربعين. يعني عاملا سمن الروم، و بأربعين من القبط، و بأربعين ألف مثقال ذهب. و في رواية لرزين: فبعث إليه ثلاثين عاملا، و أربعين من الروم، و مثلهم من القبط، و بثمانين ألف مثقال، و بأحمال من الفسيفساء، و بأحمال من سلاسل القناديل، انتهى.

و لنرجع إلى تكميل خبر ابن زبالة له أيضا، قال عقب ما تقدم: و بعث بهذه السلاسل التي فيها القناديل، قالوا: و هدمه عمر بن عبد العزيز سنة إحدى و تسعين- أي بتقديم التاء الفوقية على السين- و بناه بالحجارة المنقوشة المطابقة و قصّة بطن نخل، و عمله بالفسيفساء و المرمر، و عمل سقفه بالساج و ماء الذهب، و هدم حجر أزواج النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) فأدخلها في المسجد، و نقل لبن المسجد و لبن الحجرات فبنى به داره التي بالحرة فهو فيها اليوم له بياض على اللبن، قال: فبينما أولئك العمال يعملون في المسجد إذ خلا لهم المسجد فقال بعض أولئك العمال من الروم: ألا أبول على قبر نبيهم، فتهيأ لذلك فنهاه أصحابه، فلما همّ أن‌

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست