responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 230

و روى يحيى في كتابه عن محمد بن يحيى بن زيد النوفلي عن أبيه عن الثقة عنده أن عائشة (رضي الله عنها) ذكرت أن بعض نساء النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) دعت نجارا فعلّق ضبة لها، و أن النجار ضرب المسمار في الضبة ضربا شديدا، و أن عائشة (رضي الله عنها) صاحت بالنجار كلمته كلاما شديدا و قالت: أ لم تعلم أن حرمة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) ميتا كحرمته حيّا؟ فقالت الأخرى: و ما ذا سمع من هذا؟ قالت: إنه ليؤذي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) صوت هذا الضرب اليوم ما يؤذيه لو كان حيا.

حج السلطان قايتباي‌

و لم أزل منذ قدمت المدينة أنكر هذا الأمر بالقلب و اللسان و كتابة البنان، و لكن لم أجد على ذلك معينا، لرسوخ الطباع العامية في التمسك بالعوائد الماضية من غير روية، و قد نبهت على إنكار ذلك في كتابي «الوفا، بما يجب لحضرة المصطفى» (صلّى اللّه عليه و سلم)، ثم شافهت في أمره مولانا الهمام، سلطان ممالك الإسلام، ذا الشجاعة التي شاعت عجائبها، و الشهامة التي ذاعت غرائبها، سلطان الإسلام و المسلمين، و وجهة القاصدين و الآملين، السلطان الملك الأشرف قايتباي، جعل اللّه الممالك منظومة في سلك ملكه، و أقطار الأرض جارية في حوزه و ملكه، فإنه لما حج سنة أربع و ثمانين و ثمانمائة بدأ بالمدينة النبوية لزيارة التربة المصطفوية على الحال بها أفضل الصلوات و أزكى التسليمات، فقدمها طلوع الفجر من يوم الجمعة الميمون الثاني و العشرين من ذي القعدة الحرام، فلبس لدخولها حلل التواضع و الخشوع، و تحلى بما يجب لتلك الحضرة النبوية من الهيبة و الخضوع، فترجّل عن جواده عند باب سورها، و مشى على أقدامه بين رباعها و دورها، حتى وقف بين يدي الجناب الرفيع، الحبيب الشفيع، (صلّى اللّه عليه و سلم)، و ناجاه بالتسليم، و فاز من ذلك بالحظ الجسيم، ثم ثنى بضجيعيه (رضي الله تعالى عنهما) بعد أن صلّى بالروضة الشريفة التحية، و عفّر وجهه في ساحتها السنية، و عرض عليه الدخول إلى المقصورة المستديرة حول جدار القبور الشريفة، المعروفة اليوم بالحجرة المنيفة، فتعاظم ذلك، و قال: لو أمكنني أن أقف في أبعد من هذا الموقف وقفت، فالجناب عظيم، و من ذا الذي يقوم بما يجب له من التعظيم؟ ثم صلّى صبح الجمعة في الصف الأول بين فقراء الروضة عند أسطوان المهاجرين بالقرب من مصلاي، كان بيني و بينه إمامه شيخ الشيوخ الإمام العلامة نادرة الزمان و عين الأعيان برهان الدين الكركي، فسح اللّه في أجله، و أدام النفع به، و لم يكن بيني و بينه سابق معرفة، حتى إني لم أبدأه بسلام و لا كلام، و كذلك السلطان أعزه اللّه أنصاره و ضاعف اقتداره، لم أتعرف إليه، و لم يكن ذلك في خلدي و لا عزمت عليه، ثم توجه السلطان بجماعته لزيارة عم رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) حمزة بن عبد المطلب و من يليه من شهداء أحد (رضوان الله عليهم)، فمشى مترجلا

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست