responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 229

الحاج الغريب إذا رأى مثل هذا الباب بدرج تحت الأرض في المسجد و قيل له: إنه يصل إلى بيت النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) و بيت ابنته؟

و قد اشتهر ذلك عند أهل المدينة حتى إن أحدا منهم لا يكره، فيود الغريب المسكين لو بذل روحه في الوصول لذلك، و ربما لم يكن معه شي‌ء، فيتجشم المشقة في الوصول لذلك، فقد أخبرني صاحبنا الشيخ المبارك أبو الجود بركات الجيعاني أنه قدم المدينة قديما قبل أن يجاور بها، قال: فلم أملك نفسي أن دخلت في هذا الطابق فطبقه الجالس عنده على ظهري حتى كاد يقصمه لأنه لم يعطه شيئا. و أخبرني هو و غيره ممن أثق به أنه يقع في أسفله من الازدحام و اختلاط النساء بالرجال ما لا يوصف مع ضيقه، حتى إن الماشي فيه يحتاج إلى الانحناء.

و أخبرني بعضهم: أنه رأى فيه منكرا شنيعا، و هو أن بعض الأحداث يمشي خلف النساء مع الازدحام، و كون المشي على تلك الهيئة؛ فيقع ما لا يرضي اللّه و لا رسوله بين يديه (صلّى اللّه عليه و سلم). و كيف يتمادى الناس على إقرار ذلك الآن؟ و هو ليس إلا لمجرد ما ذكرناه، فإنه كان بابا لدار، و لأن من هو بيده لا يملك شيئا من تلك الدور، و لو كان مالكها فليس وضعه لسوى دخول أهل تلك الدور منه، فإنه لم يجعل إلا ليدخل منه آل عمر إلى المسجد، لا لأن يأخذوا فلوسا على من يخرج من المسجد مارا منه، فقد كانوا منزهين عن ذلك. ثم لو سلمنا أن تلك الدور مستحقة للزيارة فزيارتها متيسرة من خارج المسجد، و كيف يتخذ المسجد طريقا، و يخص منه ما يكون بين يدي النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) على تلك الحالة المنكرة لأجل شي‌ء خسيس من الدنيا؟ و نحن نفديه (صلّى اللّه عليه و سلم) بأنفسنا فضلا عن أموالنا، و قد أمر (صلّى اللّه عليه و سلم) بسد الأبواب التي كانت شارعة في المسجد إلا خوخة أبي بكر و إلا باب علي كما قدمناه، مع أن أهل تلك الأبواب إنما كان قصدهم بها التوصل إلى المسجد، فكيف يبقى باب بين يديه (صلّى اللّه عليه و سلم) لا نفع له إلا أخذ شي‌ء من الحطام على المرور منه؟ هذا ما لا يرضاه مؤمن يرى تعظيم رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم)، فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم.

ثم إن هذا الطابق له قفل، و ما حوله من الخشب فيه نوع نتوء، فقد رأيت من لا أحصيه من الخلق يتعثرون به، و ربما سقط بعضهم لوجهه، ثم إنه إذا كثر الدوس عليه في ليالي الزيارات كليلة النصف من شعبان و نحوها يرتج تحت الأرجل حتى تزلزل الأرض زلزالها، و ذلك يؤذي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، فقد قدمنا أن عائشة (رضي الله عنها) كانت تسمع الوتد يوتد و المسمار يضرب في بعض الدور المطيفة بالمسجد فترسل إليهم لا تؤذوا رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم). قالوا: و ما عمل عليّ مصراعي داره إلا بالمناصع- و هو متبرز النساء ليلا خارج سور المدينة- توقيا لذلك.

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست