نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم جلد : 2 صفحه : 228
و قال المطري: إن الوليد لما حج و طاف في المسجد رأى هذا الباب في القبلة فقال لعمر: ما هذا الباب؟ فذكر له ما جرى بينه و بين آل عمر في بيت حفصة، و كان جرى بينه و بينهم فيه كلام كثير، و جرى الصلح على ذلك، فقال له الوليد: أراك قد صانعت أخوالك.
و قد قدمنا من رواية ابن زبالة الإشارة إلى هذا، و قدمنا من روايته أيضا عن عبد العزيز بن محمد أنه كان يسمع عبيد اللّه بن عمر يقول: لا أماتني اللّه حتى أراني سدها.
و تقدم أن تلك الخوخة لم تزل طريق آل عمر إلى دارهم حتى عمل المهدي المقصورة على الرواق القبلي.
قال المطري: فمنعوهم الدخول من بابهم، فجرى في ذلك أيضا كلام كثير تقدمت الإشارة إليه، اصطلحوا على سدّ الخوخة من أعلاها في جدار المسجد، و أن يخفضوها في الأرض و يجعلوا على أعلاها في موضع الباب الأول شباك حديد في القبلة، و حفروها كالسرب، فتخرج خارج المقصورة في الرواق الثاني من أروقة القبلة، و لها ثلاث درجات عند بابها في جوف السرب بالمسجد، و هو الطابق الموجود اليوم، و عليه قفل من حديد، و لا يفتح إلا أيام قدوم الحاج للزيارة، قال المطري: و هي طريق آل عمر إلى دارهم التي تسمى اليوم دار العشرة، و إنما هي دار آل عبد اللّه بن عمر، انتهى.
قلت: و على هذا السرب من خارج المسجد باب في جدار المسجد أيضا، و أمامه دهليز يتوصل منه إلى شارع فيه دور كثيرة سنشير إلى بعضها في ذكر الدور المطيفة بالمسجد.
اتخاذ بعض الناس بابا وسيلة للتدجيل
و قد اختلقوا لتلك الدور أسماء، حتى قالوا في بعضها: هو بيت النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، و بعضها نسبوه إلى فاطمة ابنته (رضي الله تعالى عنها). و يتخذ بعض أهل تلك الدور على ما بلغني كحلا في نقرة من الجدار و يقولون للحجاج: هذه مكحلة فاطمة الزهراء (رضي الله تعالى عنها)، و يشيرون أيضا إلى رحا عندهم فيقولون: هذه رحا فاطمة الزهراء، أخبرني بذلك من لبّسوا عليه الأمر و أخبروه بهذه الأكاذيب حتى أعطاهم شيئا. و يجلس عند ذلك الطابق بالمسجد شخص ليس هو اليوم من ذرية آل عمر؛ لأن من كان بيدهم مفتاح هذا الطابق من آل عمر قد انقرضوا، و بقيت منهم زوجة هذا الشخص الذي يجلس عند هذا الطابق، ثم توفيت و تركت أولادا منه، فاستمر المفتاح بيده، فيستنيب من يجلس عند هذا الطابق و يفتحه أيام الموسم، و يقف عنده جماعة يزوّرون الحجاج و يأخذون من الداخلين منه شيئا شبيها بالمكس؛ فإن الجالس عنده لا يمكن أحدا من الدخول منه إلا ببذل شيء يرضيه، و ما حال
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم جلد : 2 صفحه : 228