نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم جلد : 2 صفحه : 200
مصرّح بأنه من المصاحف التي بعث بها عثمان إلى الآفاق، لا أنه الذي قتل و هو في حجره، و قد قال ابن قتيبة: كان مصحف عثمان الذي قتل و هو في حجره عند ابنه خالد، ثم صار مع أولاده و قد درجوا. قال: و قال لي بعض مشايخ أهل الشام: إنه بأرض طوس، انتهى.
و قال الشاطبي ما حاصله: إن مالكا (رحمه الله) قال: إنما يكتب المصحف على الكتابة الأولى، لا على ما استحدثه الناس. قال: و قال: إن مصحف عثمان (رضي الله عنه) تغيب فلم يجد له خبرا بين الأشياخ. و قال أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه في القراءات: رأيت المصحف الذي يقال له الإمام مصحف عثمان بن عفان (رضي الله عنه)، استخرج لي من بعض خزائن الأمراء، و هو المصحف الذي كان في حجره حين أصيب، و رأيت آثار دمه في مواضع منه. و رده أبو جعفر النحاس بما تقدم من كلام مالك. قال الشاطبي: و أباه المنصفون لأنه ليس في قول مالك «تغيّب» ما يدل على عدم المصحف بالكلية بحيث لا يوجد؛ لأن ما تغيب يرجى ظهوره.
قلت: فيحتمل أنه بعد ظهوره نقل إلى المدينة، و جعل بالمسجد النبوي. لكن يوهن هذا الاحتمال أن بالقاهرة مصحفا عليه أثر الدم عند قوله تعالى: فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ [البقرة:
137] الآية كما هو بالمصحف الشريف الموجود اليوم بالمدينة، و يذكرون أنه المصحف العثماني، و كذلك بمكة، و المصحف الإمام الذي قتل عثمان (رضي الله عنه) و هو بين يديه لم يكن إلا واحد، و الذي يظهر أن بعضهم وضع خلوقا على تلك الآية تشبيها بالمصحف الإمام، و لعل هذه المصاحف التي قدمنا ذكرها مما بعث به عثمان (رضي الله عنه) إلى الآفاق، كما هو مقتضى كلام ابن جبير في المصحف الموجود بالمدينة، و في الصحيح من حديث أنس في قصة كتابة عثمان (رضي الله عنه) للقرآن من الصحف التي كانت عند حفصة «و أنه أمر بذلك زيد بن ثابت و عبد اللّه بن الزبير و سعيد بن العاص و عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، و أنه أرسل إلى كل أفق بمصحف كما نسخوا».
مصاحف عثمان التي أرسلها إلى الآفاق
و اختلف في عدة المصاحف التي ارسل بها عثمان إلى الآفاق؛ فالمشهور كما قال الحافظ ابن حجر أنها خمسة. و أخرج ابن أبي داود في كتاب المصاحف من طريق حمزة الزيات قال:
أرسل عثمان أربعة مصاحف، و بعث منها إلى الكوفة بمصحف، فوقع عند رجل من مراد فبقي حتى كتبت مصحفي عليه. قال ابن أبي داود: و سمعت أبا حاتم السجستاني يقول:
كتب سبعة مصاحف، و أرسلها إلى مكة، و إلى الشام، و إلى اليمن، و إلى البحرين، و إلى البصرة، و إلى الكوفة، و حبس بالمدينة واحدا، انتهى.
و ليس معنا في أمر المصحف الموجود اليوم سوى مجرد احتمال، و اللّه أعلم.
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم جلد : 2 صفحه : 200