responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 177

و لما اشتعلت النار في السقف المحاذي للحجرة الشريفة ذاب الرصاص من القبة التي بسقف المسجد الأعلى، و احترقت أخشابها و ما يحاذيها من السقف الأسفل و الشباك الدائر على حائز عمر بن عبد العزيز الذي تعلق الكسوة بأعلاه، و سقط ما سقط من ذلك على القبة السفلى التي تقدم تجديدها، فلما أصبحوا بدءوا بطفي ما سقط على القبة المذكورة، و استمروا في ذلك إلى آخر النهار، فسلمت القبة المذكورة مع أن بعضها من الحجر الأبيض الذي يسرع تأثره بالنار، و ذلك من المعجزات النبوية؛ لأن كثيرا من أساطين المسجد الشريف سقطت لما ذاب بعض رصاصها و تهشمت و هي من الحجر الأسود، و مع ذلك تفتت كأنه أحجار النورة، و عدة ما سقط منها مائة و بضع و عشرون أسطوانا، و ما بقي منها فقد أثرت فيه النار أثرا بينا، و سلمت الأساطين اللاصقة بجدار الحجرة أيضا؛ فالحمد لله على حماية الحجرة المنيفة، الحاوية للقبور الشريفة، و احترقت المقصورة التي كانت حول الحجرة الشريفة و المنبر الشريف و ما كان أمام المصلى المنيف بالروضة الشريفة من الصندوق و ما عليه من المحراب المتقدم وصفه، و سقطت أكثر عقود المسجد، و ما بقي منها فهو آئل إلى السقوط، و سقط علو المنارة الرئيسية، ثم خشوا من سقوط بعض ما بقي منها فهدموا نحو ثلثها، و كتبوا إلى سلطان مصر مولانا الأشرف سلطان الحرمين الشريفين قايتباي أيد اللّه أنصاره بذلك سادس عشر رمضان، و اقتضى رأي نائب الناظر سد أبواب حواصل المسجد حتى القبة التي بوسطه المرصد فيها زيت مصابيحه، و ترك الردم على حاله حتى ترد الأوامر الشريفة فتضرر الناس بذلك، فاتفقت الآراء على تنظيف مقدم المسجد ما عدا ما جاور الحجرة الشريفة خوفا على ما سقط من حلية قناديلها، مع أنها يسيرة كما يؤخذ مما سبق، فجعلوا على ذلك حاجزا من الآجرّ، و نقلوا هدم مقدم المسجد إلى ما يلي باب الرحمة من مؤخره، و عمل في ذلك أمير البلد و القضاة و الأشراف و عامة الناس حتى الكثير من النساء و الأطفال تقربا إلى اللّه تعالى بغير أجرة، و لم يتأخر عن ذلك إلا المخدّرات من النساء.

و بنوا في محل المنبر منبرا من آجر، و صلّوا بالمصلى النبوي من حينئذ، و عملوا لأبواب المسجد غير باب جبرائيل خوخا يدخل منها، و سدوا ما زاد على ذلك، و نصب الخدام خياما بالمسجد إذ لم يبق به ظل، و صار بعض أهل الخير يسرج قناديل متعددة من عنده في المسجد مع توفر الزيت بحاصله، لكن تعذر ذلك بسبب سدّه، و استمرت النار فيما لم ينقل هدمه من المسجد حتى فيما حول الحجرة الشريفة و موقف الزائرين تجاه الوجه الشريف، و أخبر بعضهم بمشاهدة الدخان يتصاعد من ذلك المحل الشريف بعد مدة، و في أثناء شوال أخبر قاضي المالكية شمس الدين السخاوي حفظه اللّه تعالى أنه رأى في النوم من يقول له:

أطفئوا النار من الحجرة الشريفة، يعني الموضع الذي تركوا تنظيفه حولها، فتفقدوا ذلك‌

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست