نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم جلد : 2 صفحه : 111
الفصل العشرون فيما حدث من عمارة الحجرة بعد ذلك، و الحائز الذي أدير عليها
روى ابن زبالة عن عائشة (رضي الله عنها) أنها قالت: ما زلت أضع خماري و أتفضل في ثيابي [1] حتى دفن عمر؛ فلم أزل متحفظة في ثيابي حتى بنيت بيني و بين القبور جدارا.
و عن المطلب قال: كانوا يأخذون من تراب القبر، فأمرت عائشة بجدار فضرب عليهم، و كانت في الجدار كوة فكانوا يأخذون منها، فأمرت بالكوت فسدت.
و قال ابن سعد في طبقاته: أخبرني موسى بن داود قال: سمعت مالك بن أنس يقول:
قسم بيت عائشة باثنين: قسم كان فيه القبر، و قسم كان تكون فيه عائشة و بينهما حائط؛ فكانت عائشة ربما دخلت حيث القبر فضلا، فلما دفن عمر لم تدخله إلا و هي جامعة عليها ثيابها.
و قال ابن سعد أيضا: أخبرنا يحيى بن عباد قال: حدثنا حماد بن زيد قال: سمعت عمرو بن دينار و عبيد اللّه بن أبي يزيد قالا: لم يكن على عهد النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) على بيت النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) حائط، و كان أول من بنى عليه جدارا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه).
قال عبيد اللّه بن أبي يزيد: كان جداره قصيرا، ثم بناه عبد اللّه بن الزبير.
و قال الأقشهري: قال أبو زيد بن شبة: قال أبو غسان بن يحيى بن علي بن عبد الحميد و كان عالما بأخبار المدينة و من بيت كتابة و علم-: لم يزل بيت النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) الذي دفن فيه هو و أبو بكر و عمر (رضي الله عنهما) ظاهرا حتى بنى عمر بن عبد العزيز عليه الحظار [2] المزور الذي هو عليه اليوم حين بنى المسجد في خلافة الوليد بن عبد الملك، و إنما جعله مزورا كراهة أن يشبه تربيعه تربيع الكعبة، و أن يتخذ قبلة فيصلي إليه.
قال أبو زيد: قال أبو غسان: و قد سمعت غير واحد من أهل العلم يزعم أن عمر بنى البيت غير بنائه الذي كان عليه، و سمعت من يقول: بنى علي بيت النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) ثلاثة أجدر، فدور القبر ثلاثة أجدر: جدار بناء بيت النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، و جدار البيت الذي يزعم أنه بنى عليه يعني عمر بن عبد العزيز، و جدار الحظار الظاهر، انتهى ما نقله الأقشهري.
قلت: و لم يوجد على الحجرة الشريفة عند انكشافها في العمارة التي أدركناها غير جدار واحد جوف الحظار الظاهر.
و قال ابن سعد: أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المكي قال: حدثنا مسلم بن
[1] الفضل: المرأة إذا لبست ثياب مهنتها و كانت في ثوب واحد. و يقال: امرأة فضل: مختالة تفضل في ذيل ثيابها.
[2] الحظار: كل شيء حجز بين شيئين كحائط البستان. و- الأرض المحوطة.
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم جلد : 2 صفحه : 111