responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 110

الذي كان في زمنه (صلّى اللّه عليه و سلم)، و فيه بعد؛ لأنه سيأتي ما يؤخذ منه أن الحائط الذي ضربته كان في جهة المشرق، ثانيهما لأنه كان له بابان؛ إذ لا مانع من ذلك، و هذا محمل ما رواه ابن عساكر عن محمد بن أبي فديك عن محمد بن هلال أنه رأى حجر أزواج النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) من جريد مستورة بمسوح الشعر، فسألته عن بيت عائشة، فقال: كان بابه من جهة الشام، قلت:

مصراعا كان أو مصراعين؟ قال: كان باب واحد، قلت: من أي شي‌ء كان؟ قال: من عرعر أو ساج، و هذا مستند ابن عساكر في قوله: و باب البيت شامي، و لم يكن على الباب غلق مدة حياة عائشة، اه.

ثم ظفرت في طبقات ابن سعد بما يصرح بأن الحجرة الشريفة كان لها بابان؛ فإنه روي من طرق أنهم صلوا على النبي «بحجرته، و روى في أثناء ذلك عن أبي عسيم قال: لما قبض رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) قالوا: كيف نصلي عليه؟ قالوا: ادخلوا من ذا الباب أرسالا أرسالا فصلوا عليه، و اخرجوا من الباب الآخر، و اللّه أعلم.

و كان بيت حفصة بنت عمر (رضي الله عنها) ملاصقا لبيت عائشة (رضي الله عنها) من جهة القبلة.

و نقل ابن زبالة فيما رواه عن عبد الرحمن بن حميد و عبيد اللّه بن عمر بن حفص و أبي سبرة و غيرهم أنه كان بين بيت حفصة و بين منزل عائشة الذي فيه قبر النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) طريق، و كانتا يتهاديان الكلام و هما في منزليهما، من قرب ما بينهما، و كان بيت حفصة عن يمين الخوخة.

قلت: فهو موقف الزائرين اليوم داخل المقصورة و خارجها، كما ذكره المطري، و تقدم في حدود المسجد النبوي أن جدار الحجرة مما يلي المسجد كان في حد القناديل التي بين الأساطين اللاصقة بجدار القبر، و بين الأساطين المقابلة لها، و هي التي إليها المقصورة الدائرة على الحجرة من جهة المغرب، و أن المسجد زيد فيه من تلك الجهة شي‌ء من الحجرة، و أن الظاهر أن ما ترك في المسجد من الحجرة كان من مرافقها كالدهليز للباب، و أن ما بني عليه من ذلك هو صفة بيت عائشة (رضي الله عنها) التي وقع الدفن بها.

هذا ما تحصل لي من كلام متقدمي المؤرخين، خلاف ما اقتضاه كلام متأخريهم، من أن جدار الحجرة الذي [في‌] جوف الحائز الدائر عليها اليوم هو جدارها الأول، و إليه ينتهي حد المسجد، و أن جدار الحائز الذي جعله عمر بن عبد العزيز إنما جعله فيما يلي الحجرة من المسجد، و قد قدمنا من كلام ابن زبالة و المحاسبي نقلا عن مالك ما يرد ذلك، و الله أعلم.

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 2  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست