responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 202

و ذكر يحيى في رواية أخرى أنه (صلّى اللّه عليه و سلم) بعد أن سار من بني سالم تيامن، فأتى منزل ابن أبي، ثم مضى في الطريق و الطريق يومئذ فضاء حتى انتهى إلى سعد بن عبادة، ثم اعترضت له بنو بياضة عن يساره، ثم مضى حتى أتي بني عدي بن النجار، ثم أتى إلى بني مازن بن النجار، فقامت إليه وجوههم، ثم مضى حتى انتهى إلى باب المسجد و قد حشدت‌ [1] بنو مالك بن النجار فهم قيام ينتظرونه إلى أن طلع فهش إليه أسعد بن زرارة و أبو أيوب و عمارة بن حزم و حارثة بن النعمان يقول: يا رسول الله قد علمت الخزرج أنه ليس ربع أوسع من ربعي، قال: فبركت بين أظهرهم، فاستبشروا، ثم نهضت كأنها مذعورة ترجّع الحنين‌ [2]، فساءهم ذلك، و جعلوا يعدون بجنبها حتى أتت إلى زقاق الحبشي ببئر جمل فبركت و النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) عليها مرخ لها زمامها ثم قامت عودها على بدئها تزيد في المشي حتى بركت على باب المسجد و ضربت بجرانها و عدلت ثفناتها [3]، و جاء أبو أيوب و القوم يكلمونه في النزول عليهم، فأخذ رحله فأدخله، فنظر رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى رحله و قد حط فقال: «المرء مع رحله».

و ذكر رزين اعتراض بني سالم له و قوله «خلوا سبيلها فإنها مأمورة» ثم قال: فمر ببني بياضة فكذلك، ثم ببني ساعدة فكذلك، ثم بدار بني الحارث بن الخزرج فكذلك، ثم مر بدار عدي بن النجار فكذلك، فمضت حتى إذا أتت دار بني مالك بن المجار بركت على باب المسجد اليوم، و لم ينزل رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) حين بركت، ثم و ثبت فسارت غير بعيد ثم التفتت خلفها فرجعت إلى مبركها الأول، فنزل إذا ذاك رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) فقال: أي الدور أقرب؟ فقال أبو أيوب: داري، هذا بابي، و قد حططنا رحلك فيها، فقال: «المرء مع رحله» فمضت مثلا.

و روى ابن زبالة أنها لما بركت بباب أبي أيوب جعل رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) يريد أن ينزل فتحلحل فيطيف حولها أبو أيوب فيجد جبار بن صخر أخا بني سلمة ينخسها برجله، فقال أبو أيوب: يا جبار عن منزلي تنخسها؟ أما و الذي بعثه بالحق لو لا الإسلام لضربتك بالسيف، فنزل رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) في منزل أبي أيوب، و قر قراره، و اطمأنت داره، و نزل معه زيد بن حارثة.

و عند الحاكم عن أنس: جاءت الأنصار فقالوا: إلينا يا رسول الله، فقال: دعوا الناقة فإنها مأمورة، فبركت على باب أبي أيوب.


[1] احتشد القوم: اجتمع القوم.

[2] ترجع الحنين: عادت و مدّت صوتها.

[3] الثفنة: الركبة. و- الجزء من جسم الدابة تلقى به الأرض فيغلظ و يجمد.

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست