responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 203

و روى الطبراني في الأوسط و فيه صديق بن موسى- قال الذهبي: ليس بالحجة- عن عبد الله بن الزبير أن رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) قدم المدينة فاستناخت راحلته بين دار جعفر بن محمد بن علي و دار الحسن بن زيد، فأتاه الناس فقالوا: يا رسول الله المنزل، فانبعثت به راحلته، فاستناخت ثم تحلحلت، و للناس ثم عريش كانوا يرشونه و يعمرونه و يبردون فيه، حتى نزل رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) عن راحلته فآوى إلى الظل فنزل فيه، فأتاه أبو أيوب فقال: يا رسول الله منزلي أقرب المنازل إليه أ فأنقل رحلك؟ قال: نعم، فذهب برحله إلى المنزل، ثم أتاه آخر فقال: يا رسول الله انزل علي، فقال: إن الرجل مع رحله حيث كان، و ثبت رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) في العريش اثنتي عشرة ليلة حتى بنى المسجد.

قلت: دار جعفر بن محمد هي التي في قبلة دار أبي أيوب ملاصقة لها، و دار الحسن ابن زيد تقابلها من جهة المغرب، بينهما الشارع.

و عند ابن عائذ و سعيد بن منصور أن ناقته (صلّى اللّه عليه و سلم) استناخت به أولا، فجاءه ناس فقالوا:

المنزل يا رسول الله، فقال دعوها، فانبعثت حتى استناخت عند موضع المنبر من المسجد، ثم تحلحلت، فنزل عنها، فأتاه أبو أيوب فقال: منزلي أقرب المنازل فاذن لي أن أنقل رحلك، قال: نعم، و أناخ الناقة في منزله.

و قال الواقدي: أخذ أسعد بن زرارة بزمام راحلته فكانت عنده، و نقله الحافظ ابن حجر عن ابن سعد و نقل الأقشهري، في روضته عن ابن نافع صاحب مالك في أثناء كلام نقله عن مالك أن ناقته (صلّى اللّه عليه و سلم) لما أتت موضع مسجده بركت و هو عليها، و أخذه الذي كان يأخذه عند الوحي، ثم ثارت من غير أن تزجر و سارت غير بعيد، ثم التفتت، ثم عادت إلى المكان الذي بركت فيه أول مرة فبركت، فسرّي عنه، فأمر أن يحط رحله، في بعض الروايات أن القوم لما تنازعوا أيهم ينزل عليه قال: إني أنزل على أخوال عبد المطلب أكرمهم بذلك.

و في البخاري من حديث عائشة أنه (صلّى اللّه عليه و سلم) أقبل يسير حتى نزل جانب دار أبي أيوب، فقال: أيّ بيوت أهلنا أقرب؟ أيّ أخوال جده، فقال أبو أيوب: أنا يا نبي الله، هذه داري، و هذا بابي، قال: فانطلق فهيئ لنا مقيلا [1].

و في رواية لابن زبالة: اختار رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) على عينه، فنزل منزله و تخيره، و أراد أن يتوسط الأنصار كلها.

قال المطري: و هو غير مناف لما تقدم من قوله: «دعوها فإنها مأمورة»؛ لأن الله اختار له ما كان يختار لنفسه.


[1] المقيل: المكان الذي تؤخذ فيه القيلولة.

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست