نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم جلد : 1 صفحه : 201
و روى رزين أنه (صلّى اللّه عليه و سلم) سار من قباء و معه جماعة من الأنصار في السلاح و جميع المهاجرين، و ذكر صلاة الجمعة، قال: ثم ركب فجاء بني الحبلى فأراد أن ينزل على عبد الله بن أبي بن سلول، و كان جالسا محتبيا عند أطم له، فقال: اذهب إلى الذين دعوك فانزل عليهم، فقال سعد بن عبادة لرسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم): لا تجد عليه، فإن أهل هذه البحرة كانوا قد أجمعوا على أن يعصّبوه [1] و يتوّجوه، فلما رد الله عليه ذلك بالحق الذي أعطاك شرق لذلك [2].
قلت: الذي في الصحيح ذكر سعد لذلك في قصة عيادته (صلّى اللّه عليه و سلم) له من مرض بعد سكناه بالمدينة، و الذي في كتب السير عن ابن إسحاق أن الجمعة أدركته في وادي رانونا فكانت أول جمعة صلاها بالمدينة، و كانوا أربعين، و قيل: مائة، فأتاه عتبان بن مالك في رجال من بني سالم فقالوا: يا رسول الله أقم عندنا في العدد و العدة و المنعة، قال: خلوا سبيلها فإنها مأمورة، لناقته، فخلوا سبيلها، فانطلقت حتى إذا وازنت دار بني بياضة تلقاه زياد بن لبيد و فروة بن عمرو في رجال من بني بياضة، فأجابهم بمثل ما تقدم، فخلوا سبيلها، حتى إذا وازنت دار بني الحارث بن الخزرج اعترضه سعد بن الربيع و خارجة بن زيد و عبد الله بن رواحة في رجال من بلحارث، فأجابهم بما تقدم، فخلوا سبيلها، فانطلقت حتى إذا مرت بدار عدي بن النجار- و هم أخواله دنيا- اعترضهم سليط بن قيس في رجال منهم، فأجابهم بمثل ما تقدم، حتى إذا أتت دار بني مالك بن النجار بركت على باب مسجده (صلّى اللّه عليه و سلم) ثم و ثبت و سارت غير بعيد و رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) واضع لها زمامها لا يثنيها به، ثم التفتت خلفها فرجعت إلى مبركها أول مرة فبركت فيه، ثم تلحلحت و أرزمت [3] و وضعت جرانها [4] فنزل عنها رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) و في رواية أنها لما و ثبت من مبركها الأول بركت على باب أبي أيوب الأنصاري، ثم ثارت منه و بركت في مبركها الأول، و في رواية فقال رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم): هذا المنزل إن شاء الله.
و ذكر ابن سيد الناس بعد قصة بني سالم أن راحلته انطلقت حتى وازنت دار بني بياضة، فذكر قصتهم، ثم قال: فانطلقت حتى إذا مرت بدار بني ساعدة اعترضه سعد بن عبادة، و ذكر قصتهم، ثم قال: فانطلقت حتى إذا وازنت دار بني الحارث بن الخزرج اعترضه سعد بن الربيع، و ذكر قصتهم، ثم ذكر القصة كما قدمناه.