نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم جلد : 1 صفحه : 200
عند مزاحم أي الأطم محتبيا قال: اذهب إلى الذين دعوك فانزل عليهم، فقال سعد بن عبادة لا تجد [1] يا رسول الله في نفسك من قوله، فقد قدمت علينا و الخزرج تريد أن تملكه عليها، و لكن هذه داري، فمر ببني ساعدة فقال له سعد بن عبادة و المنذر بن عمرو و أبو دجانة: هلم يا رسول الله إلى العز و الثروة و القوة و الجلد، و سعد يقول: يا رسول الله ليس من قومي أكثر عذقا [2] و لا فم بئر مني مع الثروة و الجلد و العدد و الحلقة؛ فيقول رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم): بارك الله عليكم، و جعل رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) يقول: يا أبا ثابت خلّ سبيلها فإنها مأمورة، فمضى، و اعترضه سعد بن الربيع و عبد الله بن رواحة و بشير بن سعد فقالوا: يا رسول الله لا تجاوزنا فإنا أهل عدد و ثروة و حلقة، قال: بارك الله فيكم، خلوا سبيلها فإنها مأمورة، و اعترضه زياد بن لبيد و فروة بن عمرو- أي: من بني بياضة- يقولان: يا رسول الله هلم إلى المواساة و العز و الثروة و العدد و القوة، نحن أهل الدرك يا رسول الله، فقال رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم): خلوا سبيلها فإنها مأمورة، ثم مر ببني عدي بن النجار- و هم أخواله- فقام أبو سليط و صرمة بن أبي أنيس في قومهما فقالا: يا رسول الله نحن أخوالك هلم إلى العدد و المنعة مع القرابة، لا تجاوزنا إلى غيرنا يا رسول الله، ليس أحد من قومنا أولى بك منا لقرابتنا بك، فقال رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم): خلوا سبيلها فإنها مأمورة، و يقال: إن أول الأنصار اعترضه بنو بياضة، ثم بنو سالم، ثم مال إلى ابن أبي، ثم مر على بني عدي بن النجار، حتى انتهى إلى بني مالك بن النجار.
قلت: و قول بني عدي بن النجار «نحن أخوالك» لأنهم أقاربه من جهة الأمومة؛ لأن سلمى بنت عمرو أحد بني عدي بن النجار كانت أم جده عبد المطلب، و قول البراء في حديث الصحيح «إن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده، أو قال أخواله، من الأنصار» فيه تجوز من حيث إنه (صلّى اللّه عليه و سلم) إنما نزل على إخوتهم بني مالك بن النجار، أو أراد أنه نزل بخطة بني النجار لتقارب منازلهم الجميع و منهم بنو عدي.
و قال الحافظ ابن حجر في المقدمة في الكلام على الحديث المذكور: هم من بني عمرو بن عوف من الخزرج، و كانت أم عبد المطلب جد النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) منهم، و اسمها سلمى؛ فهم أجداده حقيقة، و أخواله مجازا، و الشك من راوي الخبر، انتهى.
و هو و هم، سببه اشتباه النزول الأول بقباء بهذا النزول الذي وقع فيه الاستقرار، و ليس بنو عمرو بن عوف ممن يوصف بذلك، و قد تنبه له في الشرح؛ فذكره على الصواب كما قدمناه، و الله أعلم.