responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 199

خرب في طرف المدينة، و أرسلا رجلا يؤذن لهما الأنصار، فاستقبلهما زهاء خمسمائة من الأنصار، حتى انتهوا إليهما، قال: فما رأيت مثل ذلك اليوم قط، و الله لقد أضاء منها كل شي‌ء، و نزلا على كلثوم بن الهدم، ثم ذكر تأسيس مسجد قباء، ثم قال: ثم خرج منها رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) يريد المدينة، فلا يمر بدار من دور الأنصار إلا عرضوا عليه، و ذكر نحو ما سيأتي؛ فهو صريح في أن ذلك كان عند مقدمه (صلّى اللّه عليه و سلم) في بدء الأمر.

و كان خروجه (صلّى اللّه عليه و سلم) من قباء يوم الجمعة، و تعيينه من الشهر مرتب على ما تقدم في قدومها.

و روى يحيى أنه (صلّى اللّه عليه و سلم) لما شخص: أي: من قباء، اجتمعت بنو عمرو بن عوف فقالوا:

يا رسول الله أخرجت ملالا أم تريد دارا خيرا من دارنا؟ قال: إني أمرت بقرية تأكل القرى، فخلوها- أي ناقته- فإنها مأمورة فخرج (صلّى اللّه عليه و سلم) من قباء، فعرض له قبائل الأنصار كلهم يدعوه و يعدوه النصرة و المنعة، فيقول: خلوها فإنها مأمورة، حتى أدركته الجمعة في بني سالم، فصلى في بطن الوادي الجمعة وادي ذي صلب.

قلت: قيل كانت هذه أول جمعة صلاها رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) بالمدينة، و قيل: إنه كان يصلي الجمعة في مسجد قباء في إقامته هناك، و الله أعلم.

و روى أيضا عن عمارة بن خزيمة قال: لما كان يوم الجمعة و ارتفع النهار دعا رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) براحلته، و حشد المسلمون، و لبسوا السلاح، و ركب رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) ناقته القصوى، و الناس معه عن يمينه و عن شماله و خلفه: منهم الماشي و الراكب، فاعترضنا الأنصار فما بدار من دورهم إلا قالوا هلم يا رسول الله إلى العز و المنعة و الثروة، فيقول لهم خيرا، و يدعو، و يقول: إنها مأمورة، خلوا سبيلها، فمر ببني سالم، فقام إليه عتبان بن مالك، و نوفل بن عبد الله بن مالك بن العجلان و هو آخذ بزمام راحلته يقول: يا رسول الله انزل فينا فإن فينا العدد و العدة و الحلقة، و نحن أصحاب العصا و الحدائق و الدرك، يا رسول الله قد كان الرجل من العرب يدخل هذه البحرة خائفا فيلجأ إلينا فنقول له: قوقل حيث شئت، فجعل رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) يتبسم و يقول: خلوا سبيلها فإنها مأمورة، فقام إليه عبادة بن الصامت و عباس بن الصامت بن نضلة بن العجلان فجعلا يقولان: يا رسول الله انزل فينا، فيقول النبي (صلّى اللّه عليه و سلم): بارك الله عليكم، إنها مأمورة، فلما أتى مسجد بني سالم- و هو المسجد الذي في الوادي- فجمّع بهم فخطبهم، ثم أخذ رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) عن يمين الطريق حتى جاء بني الحبلى، فأراد أن ينزل على عبد الله بن أبي، فلما رآه ابن أبي و هو

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست