افتتحت هذه المدائن كلها سنة أربع عشرة افتتحها سعد بن أبي وقاص، و من المدائن إلى واسط خمس مراحل أولها دير العاقول [1] و هي مدينة النهروان الأوسط و بها قوم دهاقين أشراف، ثم جرجرايا و هي مدينة النهروان الأسفل و هي ديار أشراف الفرس و منهم رجاء بن أبي الضحاك و أحمد بن الخصيب.
ثم النعمانية و هي مدينة الزاب الأعلى و يقرب منها منازل آل نوبخت و في مدينة النعمانية دير هزقل الذي يعالج المجانين.
ثم جبل و هي مدينة قديمة عامرة ثم مادرايا و هي منزل أشراف العجم قديمة، ثم المبارك نهر قديم، و بعد النعمانية من الجانب الغربي من دجلة القرية المعروفة بنعماذ و هي فرضة ينتقل منها مير دجلة إلى النيل.
ثم نهر سابس و هي في الجانب الغربي و هي بإزاء المبارك لأن مدينة المبارك من الجانب الشرقي منها يسلك إلى طسوجي باداريا و باكسايا، ثم قناطر الخيزران من الجانب الشرقي. ثم فم الصلح و به منازل الحسن بن سهل و إلى هذا الموضع صار المأمون لما زار الحسن بن سهل و ابتنى بابنته بوران.
ثم واسط و هي مدينتان على جانبي دجلة فالمدينة القديمة في الجانب الشرقي من دجلة، و ابتنى الحجاج مدينة في الجانب الغربي و جعل بينهما جسرا بالسفن، و بنى الحجاج قصره بهذه المدينة الغربية، و القبة الخضراء التي يقال لها خضراء واسط و المسجد الجامع و عليها السور نزلتها الولاة بعد الحجاج، و بها كان يزيد بن عمرو بن هبيرة الفزاري لما انهزم من أصحاب قحطبة و تحصن فيها أعطي الأمان، و سكان هاتين المدينتين أخلاط من العرب و العجم.
و من الدهاقين فمنزله بالمدينة الشرقية و هي مدينة كسكر. و خراجها داخل في خراج طساسيج السواد، و إنما سميت واسط لأن منها إلى البصرة خمسين و إلى الكوفة خمسين و إلى الأهواز خمسين فرسخا و إلى بغداد خمسين فرسخا فلذلك سميت واسط، و يتصل بها نهر أبان و به يصنع الفرش الذي يعمل منه الأرمني ثم يحمل إلى أرمينية فيغزل و ينسج، ثم إلى عبداسي [2]، ثم إلى المذار و هي مدينة ميسان.
[1] دير العاقول: بين مدائن كسرى و النعمانية، بينه و بين بغداد خمسة عشر فرسخا على شاطىء دجلة. (معجم البلدان ج 2/ ص 590).
[2] جرجرايا: بلد من أعمال النهروان الأسفل بين واسط و بغداد من الجانب الشرقي، و قد خرج