responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطليعه من شعراء الشيعه نویسنده : السماوي، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 278
فحذار من تلك اللواحظ غرّة ... فالسحر بين جفونها مركوز
يا ليت شعري والأماني ضلّة ... والدهر يدرك طرفه ويحوز
هل لي إلى روض تصرّم عمره ... سبب فيرجع ما مضى فأفوز
وأزور من ألف البعاد وحبّه ... بين الجوانح والحشا مركوز
ظبيٌ تناسب في الملاحة شخصه ... فالوصف حين يطول فيه وجيز
والبدر والشمس المنيرة دونه ... في الوصف حين يحرّر التمييز
لولا تثنى خصره في ردفه ... ما خلت إلا أنّه مغروز
تجفو غلالته عليه لطافة ... فبحسنها من جسمه تطريز
من لي بدهرٍ كان لي بوصاله ... سمحاً ووعدي عنده منجوز
والعيش مخضرّ الجناب أنيقه ... ولأوجه اللذات فيه بروز
والروض في حلل النبات كأنه ... فرشت عليه دبابج وخزوز
والماء يبدو في الخليج كأنه ... ظلّ لسرعة سيره محفور
والزهر يوهم ناظريه إنما ... ظهرت به فوق الرياض كنوز
فأقاحه ورق ومنثور الندى ... ورد ونور بهاره إبريز
والغصن فيه تغازل وتمايل ... وتشاغل وتراسل ورموز
وكأنما القمري ينشد مصرعاً ... من كل بيت والحمام يجيز
وكأنما الدولاب زمر كلّما ... غنّت وأصوات الدوالب شيز
وكأنما الماء المصفَّق ضاحك ... مستبشر ممّا أتى فيروز
يهنيك يا صهر النبي محمّد ... يوم به للطيبين هزيز
أنت المقدّم في الخلافة ما لها ... عن نحو ما بك في الورى تبريز
صبَّ الغدير على الألى جحدوا لظى ... يوعى لها قبل القيام أزيز
إن يهمزوا في قول أحمد أنت مو ... لىً للورى، فالهامز المهموز
لم يخش مولاك الجحيم فإنّها ... عنه إلى غير الوليّ تجوز
أترى تمرُّ به وحبّك دونه ... عوذٌ ممانعة له وحروز
أنت القسيم غداً فهذا يلتظي ... فيها وهذا في الجنان يفوز
وهي طويلة لم يسع أن نذكرها كلها.
وقوله في رثاء الحسين عليه السلام من قصيدة:
ويعودُ عاشوراءُ، يذكرني ... رزءَ الحسينِ فليتَ لم يعدِ
أو أن عيناً فيه قد كحلتْ ... بمسرّة لم تخلُ عن رمدِ
ويداً به لشماتةٍ خضبتْ ... مقطوعةً من زندها بيدي
يوم سبيلي حين أذكرهُ ... أن لا يدورَ الصَّبرُ في خلدي
أمَّا وقد قتل الحسينُ بهِ ... فأبوا الحسينِ أحقُّ بالكمدِ
وقوله حين احترق الحرم النبوي من أبيات:
لله في النار التي وقعت به ... سرّ عن العقلاء لا يخفيهِ
أن ليس تبقى في فناه بقيّة ... مما بنته بنو أمية فيهِ
وله تخميس قصيدتين لأبي تمام ونقلهما إلى رثاء الحسين عليه السلام. الأولى قوله:
أصمّ بك الناعي وقد كان أسمعا
والثانية قوله:
أي القلوب عليكم ليس ينصدع
ذكر ذلك السيد علي صاحب السلافة في سلوة الغريب.
ولد سنة إحدى وستمائة.
وتوفي سنة اثنتين وسبعين وستمائة بمصر، كما ذكره ابن حجة في الخزانة، رحمه الله تعالى بمنه ورضوانه.

336-يعقوب بن جعفر النجفي الحلي، الذاكر المشهور بالشيخ يعقوب
كان أديباً حافظاً نائحاً على الحسين عليه السلام، وكان خرج من النجف فسكن الحلة ثم السماوة ثم عاد إلى الحلة. وكان ضعيف الصوت والجسم، مفوهاً في منبر الخطابة، مكثر الشعر جداً، لكن شعره في الطبقة الوسطى.
رأيته واجتمعت به وطارحته، وكان لا ينظم إلا في أهل البيت عليهم السلام ثم نظم في غيرهم مديحاً ورثاء.
وعمل في الحسين عليه السلام روضة مرتبة الحروف تناهز كل قصيدة منها المائتين وتنيف، فلمته على ذلك وأشرت عليه بانتخاب القوافي، فقال: لا، أنا أنظم حتى لا أدع قافية لغيري.
فمن شعره قوله:
رنا الجرعاء لي لحظ طموحُ ... فلاح له بها برق لموحُ
فذكرني عهوداً قد تقضت ... فعاد الجفن وهو بها قريحُ
وطاب لمنشقي مذ شم عرفاً ... به هبّت من الأحباب ريح
وذاك الطيب أهدته الخزامي ... ورند من مرابعهم وشيح
سقى تلك الديار ونازليها ... همول العين والدمع السفوح
ومن شعره في المذهب قوله من قصيدة حسينية:
لقد ضربت فوق السماء قبابها ... بنو من سما فخراً لقوسين قابها
نام کتاب : الطليعه من شعراء الشيعه نویسنده : السماوي، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست