responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطبقات الكبري للشعراني لوافح الانوار في طبقات الاخيار نویسنده : الشَّعْراني، عبد الوهاب    جلد : 2  صفحه : 127
رواية " ابتلاه الله في جنبه بالبعج "، ومكث رضي الله عنه سبعاً وخمسين سنة إماماً لم يدخل وقت واحد عليه، وهو على غير، وضوء، وليلة مات كان مريضاً فزحف إلى ميضأة الجامع فوقع بثيابه فيها فطلع، والناس يحاذونه فصلى بالناس المغرب وثيابه تخر ماء وبقي معه العزم إلى أن مات، وكان يلبس الثياب الزرق، والجبب السود، ويتعمم بالقطن غير المقصور، وكان رضي الله عنه يتفقد الأرامل، والمساكين، والعميان، ويتعب لهم في حوائجهم، ويجمع لهم الزكوات، ويفرقها عليهم، ولا يأخذ لنفسه شيئاً، وكان يعطي ذلك سراً، وما علم الناس بذلك إلا بعد موته. مات رضي الله عنه في سنة تسع وعشرين وتسعمائة، ودفن بتربته خارج باب النصر. لقرب من سيدي إبراهيم الجعبري رضي الله عنهما.

ومنهم سيدي أبو الحسن الغمري
رحمه الله تعالى
ابن سيدي أبي العباس الغمري رضي الله عنهما: كان رضي الله عنه من الصفاء، والصلاح على جانب عظيم، وكان سيدي محمد بن عنان رضي الله عنه يقول فرعان فاقا أصلهما في الكرم، والحياء أبو الحسن، وعبد الحليم بن مصلح، وكان من أخلاقه رضي الله عنه أنه يخدم في البيت مع الخادم ويغسل الأواني، ويوقد تحت الدست، ويقرص العجين، ويكنس البيت، وكان رضي الله عنه لا يجالس أحداً إلا وقت الصلاة أو الذكر أو تلاوة القرآن أو لما لا بد منه من المصالح، وكان يستحي أن يركب في مصر حماراً أو غيره، وكان إذا ركب إلى بولاق أو مصر يركب في الغلس، ويقصد المواضع الخالية ذهاباً، وإيابا، ويقول لا أستطيع أن أركب فوق رءوس الناس أبداً، وكان رضي الله عنه إذا دعي إلى وليمة، وحضر يصير يعرق ويمسح العرق حياء من الناس، وكنا إذا سافرنا معه إلى ميت غمر أو إلى المحلة لا يأكل في المركب ولا يشرب حياء من الناس، ويقول لا يخرج لي بول، وأحد ينظر إلي، ولو على بعد، وكان لا ينام مع أحد في فراش، ولا بحضرة أحد لا في ليل ولا في نهار، ويقول أخاف أن يخرج مني ريح، وأنا نائم، صحبته نحو ثلاثين سنة إلى أن مات ما رأيته تغير علي يوماً واحد فلما انتقلت من جامعه صار يتردد إلي فأكاد أن أذوب من الخجل من مشيه إلي، ويقول أنا أشتاق إليك. مات رضي الله عنه سنة تسع وثلاثين وتسعمائة، ودفن عند والده بالجامع بما المحروسة رضي الله عنهما.

ومنهم سيدي الشيخ عبيد البلقيني
رضي الله تعالى عنه
صحبته نحو عشر سنين، وكان رضي الله عنه من أرباب الأحوال، والكشف إذا أخبر عن شيء يأتي كفلق الصبح، وكان السلطان قايتباي ينزل لزيارته في بلقين فلما اتتقل إلى القاهرة كان يتردد إليه، وكذلك السلطان قانصوه الغوري، وكان رضي الله عنه إذا سمع كلام سيدي عمر بن الفارض رضي الله عنه أو غيره يقوم كالجمل الهائج لا يستطيع أحد أن يقعده حتى يقعد بنفسه، وكان جمالي المقام يلبس النفيس، ويأكل اللذيذ، وليس للدنيا عنده قدر فكان يخلع الجوجة، والصوف النفيس يعطيه للسائل، وحصل له جذب في أول عمره فمكث نحو الخمس عشرة سنة بلباس جلده مكشوف الرأس، والبدن لا يلتفت لتدبير بدنه حتى صار الدود يتساقط من تحت قلنسوته من محل الزيق، ولم يزل أثره ظاهراً في ناحية قفاه رضي الله تعالى عنه وعمر زماناً. ومات سنة نيف وثلاثين وتسعمائة، ودفن بزاويته التي أنشأها بالقرب من الجامع الأزهر المشهور بالحلاوية رضي الله عنه.

ومنهم سيدي الشيخ يوسف الحريثي
رضي الله تعالى عنه
كان رضي الله عنه على قدم عظيم في اتباع السنة، وقيام الليل، وتلاوة القرآن، وكان يميل إلى إخفاء العبادات جهده، وأخبرني رضي الله عنه قال: لما تزوجت أم أبي العباس مكثت أقرأ في حضنها كل ليلة ختماً مدة عشر سنين ما أظن أنها شعرت بي ليلة واحدة وأخبرني رضي الله عنه ليلة توفي فقال قد خرجت في الدنيا، وما عرفت أن أتوضأ فقلت كيف قال سألت عدة من العلماء والحفاظ عن كيفية تخليل اللحية في الوضوء فما منهم أحد عرف كيف كان صلى الله عليه وسلم يخلل لحيته، وكان رضي الله عنه يقول أنا أحب في مصر ثلاثة عبد الرحمن الأجهوري المالكي، ويوسف البشلاوي وعبد الوهاب، وكان رضي الله عنه يكره لولده أبي العباس رضي الله عنه تلقينه للناس الذكر ويقول يا ولدي أيش بلانا بهذه الطريق، وكان على هضم النفس دائماً مات رضي الله عنه سنة أربع وعشرين وتسعمائة ودفن بجامع البشير رضي الله عنه.

ومنهم الشيخ عبد الرزاق الترابي
رضي الله عنه ورحمه
أحد أصحاب سيدي علي النبتيتي الضرير رضي الله عنه كان رضي الله عنه على قدم عظيم من العبادة، والتقشف،
نام کتاب : الطبقات الكبري للشعراني لوافح الانوار في طبقات الاخيار نویسنده : الشَّعْراني، عبد الوهاب    جلد : 2  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست