responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطبقات الكبري للشعراني لوافح الانوار في طبقات الاخيار نویسنده : الشَّعْراني، عبد الوهاب    جلد : 2  صفحه : 126
ومنهم سيدي علي الشونوزي
رضي الله تعالى عنه ورحمه
أجل أصحاب الشيخ شعبان البلقمطري بدمنهور البحيرة، كان رضي الله عنه ظريفاً نظيفاً لطيفاً، والغالب عليه الاستغراق، وكان أكثر أوقاته ماشياً في مصر، وبولاق، والقرافة، وغيرها، وعليه ثياب حسنة كلبس القاضي، وكانت له الموشحات النفيسة في التوحيد صحبته نحو عشر سنين، وقال لي: أنا كيلاني زماني، وكان يرى ذلك من باب التحدث بالنعم. مات رضي الله عنه، ودفن بالقرافة عند الشيخ محمد الغربي الشاذلي رضي الله عنه سنة نيف وثلاثين وتسعمائة رضي الله عنه. وأخبرتني زوجته قالت بينما نحن يوماً في جوف الليل وإذا بشخص نازل من الهواء فأشار إليه الشيخ رضي الله عنه بيده فلصق بالدور قاعة فقال فتوة ارجع، وتعال من الباب فقال باسم الله. ثم قال هذا الدشطوطي رضي الله عنه.

ومنهم سيدي أحمد الزواوي أخو الشونوزي في الطريق
رضي الله تعالى عنه
كان رضي الله عنه على قدم عظيم وكان ورده في اليوم، والليلة عشرين ألف تسبيحة وأربعين ألف صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ولما سافر الغوري لقتال ابن عثمان جاء إلى القاهرة، وقال: جئت لأرد ابن عثمان عن دخول مصر فعارضه الأولياء فلحقته البطن فأشرف على الموت فحملوه إلى بلده فمات في الطريق، وكانت له كرامات في الطريق اجتمعت به مرات عديدة، ودعا لي بدعوات، وأرشدني إلى ورد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. مات رضي الله عنه سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة رضي الله عنه.

ومنهم سيدي أحمد البهلول
رضي الله تعالى عنه ورحمه
ثالث من قبله الطريق على الشيخ شعبان، وكان سيدي محمد بن عنان رضي الله عنه كلما مر عليه يقف يقرأ الفاتحة، وكان يعظمه كثيراً، وهو الذي أشار علي بالزواج في أول أمري فقال: زوجتك زينب بنت الشيخ خليل القصبي وأقبضت عنك المهر ثلاثين ديناراً، وأعطيتك البيت، وأخدمتك أخوتها الثلاثة، ففارقته فجاءني والد الصبية، وخطبني بنفسه، ووجدت اسمها زينب، ولها ثلاثة أخوة، ووجدت البيت مقفلا على اسمها كما قال رضي الله عنه، وكان رضي الله عنه يقول لا تدفعوني إلا خارج باب القرافة في الشارع ولا تجعلوا لقبري شاهداً ودعوا البهائم، والبغال تمشي علي.
واحذروا أن تجعلوا على قبري تابوتاً أو ستراً يبقي كل من مر علني يدق تابوتي يمنعني أن أستريح في القبر فقالوا له قد عملنا لك قبراً في جامع بطيخة فقال إن قدرتم أن تحملوني ففعلوا فعجزوا أن يحركوا النعش إلى ناحية جامع بطيخة فلما حملوه لناحية القرافة خف عليهم رضي الله عنه مات رضي الله عنه سنة ثمان وعشرين وتسعمائة رضي الله عنه.

ومنهم سيدي الشيخ أمين الدين إمام جامع الغمري
رضي الله عنه
كان رضي الله عنه من الراسخين في العلم، وانتهت إليه الرئاسة في علو السند بالكتب الستة وغيرها، وكان يقرأ السبع وله صوت بالمحراب لم يسمع السامعون في عصره مثله، ولما دخل السلطان ابن عثمان فريد أيام الغوري مصر طلبوا له إماماً يخطب به فأجمع رأي أهل مصر كاملا على الشيخ أمين الدين رضي الله عنه فصار يؤم به إلى أن سافر إلى الروم.
وكان رضي الله عنه ينزل من بيته يتوضأ، ويصلي ما شاء الله تعالى أن يصلي ثم يصعد الكرسي فيقرأ في المصحف قبل الفجر نحو سبعة عشر حزباً سراً فإذا أذن للصبح قرأ جهراً
قراءة تكاد تأخذ القلوب من أماكنها فمر نصراني من مباشري الديوان يوماً في السحر فرق قلبه فطلع، وأسلم على يد الشيخ رضي الله عنه، وهو يقرأ على الكرسي، وصار يبكي، وحسن إسلامه، ورأيته يصلي خلفه إلى أن مات، كان الناس يأتون إلى الصلاة خلفه من بولاق، ومن نواحي الجامع الأزهر في صلاة الصبح لحسن صوته، وخشوعه، وكثرة بكائه حتى يبكي غالب الناس خلفه، وكان سيدي أبو العباس الغمري رضي الله عنه يقول الجامع جثة، والشيخ أمين الدين رضي الله عنه روحها، ومصداق ذلك أن الناس كانوا يخرجون من الجامع في مثل خروج الحج فلم يبق في الجامع إلا هو فكأن الجامع لم يخرج منه أحد، وكان رضي الله عنه إذا سافر صار الجامع كأنه ما فيه أحد. ومما وقع لي معه أنني كنت أقابل معه في شرح البخاري في جزاء الصيد فذكر جزاء التيتل فقلت ما هو التيتل فقال هذا لوقت تنظره فخرج التيتل من المحراب فوقف على كتفي فرأيته دون الحمار، وفوق تيس المعز، وله لحية صغيرة فقال ها هو ثم دخل الحائط فقبلت رجله فقال اكتم حتى أموت، ورأيته بعد موته بسنتين فروى لي حديثاً سنده بالسرياني، ومتنه بالعربي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من أدمن النوم بعد صلاة الصبح ابتلاه الله تعالى بوجع الجنب " وفي
نام کتاب : الطبقات الكبري للشعراني لوافح الانوار في طبقات الاخيار نویسنده : الشَّعْراني، عبد الوهاب    جلد : 2  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست