ذكره البغويّ و غيره في الصحابة، و أخرج هو و الحسن بن سفيان و الطبراني، من طريق يعقوب بن محمد الزهري، عن واصل بن يزيد بن واصل السلمي، ثم الناصري، حدثنا أبي و عمومتي عن جدّي مالك بن عمير، قال: شهدت مع النبي (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) الفتح و حنينا و الطائف، فقلت: يا رسول اللَّه، إني امرؤ شاعر، فأفتني في الشعر. فقال: لأن يمتلئ ما بين لبّتك إلى عاتقك قيحا خير لك من أن تمتلئ شعرا.
قلت: يا رسول اللَّه فامسح عني الخطيئة. قال: فمسح يده على رأسي، ثم أمرّها على كبدي، ثم على بطني حتى إني لأحتشم من مبلغ يد رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) قال: فلقد كبر مالك حتى شاب رأسه و لحيته ثم لم يشب موضع يد رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) من رأسه و لحيته.
و في رواية البغوي: فإن كان و لا بد لك منه فشبّب بامرأتك، و امدح راحلتك. قال:
فما قلت بعد ذلك شعرا.
و أخرجه ابن مندة من هذا الوجه مختصرا. و أخرج الطّبرانيّ في «الأوسط»، من طريق سعيد بن عبيد القطان، عن واصل بن يزيد به، و لكن لم يقل عن جدي، و إنما قال: عن مالك، و قال: لا يروى عن مالك إلا بهذا الإسناد. تفرد به سعيد، كذا قال، و رواية يعقوب ترد عليه و ذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» و قال: له خبر مع النبي (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم)، فكأنه أشار إلى هذا الحديث، قال و هو القائل:
و من ينتزع ما ليس من سوس [3]نفسه* * * فدعه و يغلبه على النّفس خيمها