نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 3 صفحه : 291
الرجال يحفر أحدهم الحفرة فيدخل فيها و يلقي عليه حجفته، فلما رأى ذلك رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) قال: «من يحرسنا اللّيلة، فأدعو له بدعاء يصيب فضله». فقام رجل من الأنصار، فقال: [أنا يا رسول][1]اللَّه. قال: «من أنت»؟ قال: فلان، قال: «ادنه»، فدنا فأخذ ببعض ثيابه، ثم استفتح الدّعاء، فلما سمعت قلت: أنا رجل. قال: «من أنت»؟ قال: أبو ريحانة، قال: فدعا لي دون ما دعا لصاحبي، ثم قال: «حرمت النّار على عين حرست في سبيل اللَّه ...» الحديث.
و روى ابن المبارك في «الزّهد» من طريق ضمرة بن حبيب، عن مولى لأبي ريحانة الصّحابي أنّ أبا ريحانة قفل من غزوة له، فتعشّى ثم توضّأ و قام إلى مسجده فقرأ سورة، فلم يزل في مكانه حتى أذّن المؤذن، فقالت له امرأته: يا أبا ريحانة، غزوت فتعبت ثم قدمت، أ فما كان لنا فيك نصيب؟ قال: بلى و اللَّه، لكن لو ذكرتك لكان لك عليّ حقّ: قالت: فما الّذي شغلك. قال: التفكر فيما وصف اللَّه في جنّته و لذّاتها حتى سمعت المؤذّن.
و به [2] إلى ضمرة أن أبا ريحانة كان مرابطا بميّافارقين [3]، فاشترى رسنا من قبطي من أهلها بأفلس، و قفل حتى انتهى إلى عقبة الرّستن، و هي بقرب حمص فقال لغلامه: دفعت إلى صاحب الرّسن فلوسه؟ قال: لا. فنزل عن دابته، فاستخرج نفقة فدفعها لغلامه، و قال لرفقته: أحسنوا معاونته حتى يبلغ أهله، و انصرف إلى ميّافارقين، فدفع الفلوس لصاحب الرّسن، ثم انصرف إلى أهله.
و قال إبراهيم بن الجنيد في كتاب «الأولياء»: حدّثنا أحمد بن أبي العبّاس الواسطيّ، حدّثنا ضمرة بن ربيعة، عن عروة الأعمى مولى بني سعد، قال: ركب أبو ريحانة البحر، و كانت له صحف [4]، و كان يخيط فسقطت إبرته في البحر، فقال: عزمت عليك يا رب إلا رددت عليّ إبرتي، فظهرت حتى أخذها.
3941 ز- شميحة الأنصاريّ:
تقدّم في السين المهملة.
3942- شمير، غير منسوب:
له حديث في مسند بقيّ بن مخلد، قال ابن حزم.
و استدركه الذّهبي.
قلت: و أنا أخشى أن يكون هو سمير بن عبد المدان الرّاوي عن أبيض بن حمّال، فلعله أرسل حديثا، و لم يتيقظ لذلك صاحب السّند المذكور، فقد وقع له من ذلك أشياء كثيرة.