responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دوله الاسلام في الاندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 164
فاستمر عبد الرحمن في محاصرة الخوارج، حتى أذعنوا لطلب الصلح، وسلموا
اليه قاثدهم فقتله، واستولى على القلعة وهدمها، ثم سار إلى شذونة فحاصرها حتى.
أذعن أهلها لطلب الأمان.
وفى العام التالى عادت الثورة فاضطرمت في إشبيلية، ومدبرها وزعيمها
في تلك المرة أبو الصباح بن يحيى اليحصبى، صديق عبد الرحمن وحليفه، وكان
أبو الصباح زعيم اليمنية في إشبيلية يوم قدوم عبد الرحمن إلى الأندلس، فكان فى
طليعة من هرعوا يومئذ لتأييده ونصرته، وقاتل معه يوم المسارة، وغدا إلى جانب
أبى عثمان وعبد الله بن خالد، من خاصة أعوانه وأركان دولته.
ولكن عبد الرحمن
كان يحقد عليه ويتوجس منه، لحديث نقل عنه يوم المسارة بوجوب التخلص من
عبد الرحمن بعد التخلص من يوسف الفهرى ورد الأمر إلى اليمنية [1] .
وكان
عبد الرحمن قد ولاه إشبيلية، ثم عزله عنها لما ظهر من عجزه عن قمع الفتنة،
فغضب أبو الصباح وأظهر الخلاف، واجتمع إليه أنصاره، ورأى عبد الرحمن
أن يأخذه بالحيلة والملاطفة، فبعث إليه تمام بن علقمة يدعوه إلى قرطبة للتفاهم،
ويبذل له ما شاء من الوعود، فسار أبو الصباح إلى قرطبة في أربعمائة من رجاله،
واستقبله عبد الرحمن بالقصر، وعاتبه على ما كان منه، فأغلظ أبو الصباح فى
الجواب، ولامه على النكث بوعوده له، فأمر الفتيان بقتله، فقتل طعناً بالخناجر
وانفض جمعه (سنة 150هـ) .
ولم يمض قليل على ذلك حتى نشبت فتنة خطيرة من نوع جديد، شغلت
عبد الرحمن مدى الأعوام التالية، وكان نشوبها في شمال شرقى الأندلس بين البربر،
وزعيمها ومثير ضرامها، داعية بربرى خطر يدعى شقنا أو شقيا بن عبد الواحد،
وأصله من بربر مكناسة، وكان فقيها يعلم الصبيان، فزعم ذات يوم أنه سليل النبى
ومن ولد فاطمة والحسين، وتسمى بعبد الله بن محمد.
فذاعت دعوته بين الناس
وفي تلك المنطقة، وكانوا أكثرية بها.
والخصومة بين العرب والبربر قديمة مؤثلة
كما بينا، وقد كان البربر دائماً على قدم الأهبة للثورة ضد العرب.
ولما آنس
الدعى الفاطمى قوة جمعه، سار إلى شَنت بريّة [2] .
فاستولى عليها وجعلها مركزه

[1] نفح الطيب ج 2 ص 66؛ وابن القوطية ص 30.
[2] شنت برية وبالإسبانية Santaver من الكور الأندلسية القديمة التي اندثرت، وكان
موقعها يشغل مقاطعة قونقة اليوم، وقاعدتها شنت برية تقع شرقى وادي الحجارة.
وسميت كذلك
عن اسمها القديم Santebria.
نام کتاب : دوله الاسلام في الاندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست