responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دوله الاسلام في الاندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 165
العام، ثم سار في جموعه غرباً واستولى على ماردة وقورية ومدلين، وعلى جميع
المنطقة الواقعة حولها بين نهرى التاجُه ووادي يانة، فقويت دعوته وعظم أمره، واشتد بغيه وعيثه في تلك الأنحاء، وأخذت العناصر المخالفة لعبد الرحمن من العرب
في التحرك أيضاً.
فعهد عبد الرحمن إلى والى طليطلة أن يقمع ثورة الدعى، فبعث
إلى شنت برية جيشاً بقيادة سليمان بن عثمان، فخرج إليه الفاطمى في قواته، فهزمه هزيمة شديدة، وأسر قائده سليمان وقتله، وزاد هذا الظفر في سلطانه وبغيه.
فسار إليه عبد الرحمن بنفسه في العام التالى (سنة 152هـ) ، واقتحم منطقة الثورة، ونشبت بينه وبين البربر وقائع عديدة ثبت فيها البربر، وامتنع الثائر بالجبال، ولم يجد عبد الرحمن سبيلا إلى مطاردته.
فارتد إلى قرطبة، وبعث إلى شنت برية
مولاه بدراً ليتابع القتال، فاستمر الفاطمى ممتنعاً بصحبه في الجبال، محاذراً لقاء
الجيش المهاجم.
وعاد عبد الرحمن لقتاله بنفسه في العام التالى (سنة 154هـ) ، وشدد في محاصرته ومطاردته، ولكنه لم يفلح أيضاً في حمله على مغادرة مواقعه، ثم بعث لقتاله في العام التالى مولاه عبيد الله بن عثمان، فخرج الفاطمى للقائه
واستمال جنده البربر، وبث الخلاف إلى صفوفه، فانحل عسكره وأثخن فيه الفاطمى، ففر عبيد الله واستولى الثائر على معسكره وأسلاب جيشه، وقتل جماعة كبيرة من
وجهاء جنده (سنة 155هـ) [1] .
وهكذا فشلت الحملات المتوالية لإخماد الثورة في تلك المنطقة الوعرة، فعاد
عبد الرحمن بجيش جديد إلى شنت برية، ولكنه لجأ عندئذ إلى وسيلة جديدة لتمزيق
شمل الثوار، فاستقدم إليه كبير البربر في شرقى الأندلس واسمه هلال الميديونى، وأقره على ما بيده من الأنحاء، وأصدر له عهداً بولاية الأنحاء التي غلب عليها
الفاطمى، وفوض إليه أمر استخلاصها منه، وكان لتلك الحيلة أثرها في بث
الخلاف إلى صفوف البربر، فانفض عن الفاطمى كثير من أنصاره، واضطر
أن ينسحب من شنت برية إلى الشمال ليعتصم بالجبال مرة أخرى، وبينا عبد الرحمن
يجد في مطاردته ويقتحم معاقله وضياعه، وينكل بأنصاره حيثما وجدوا، إذ بلغه
نشوب الثورة في إشبيليقولبلة وباجة، وقوامها اليمنية من عصبة أبي الصباح

[1] البيان المغرب ج 2 ص 56 و57؛ وابن الأثير ج 5 ص 224؛ وابن خلدون
ج 4 ص 123.
نام کتاب : دوله الاسلام في الاندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست