responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دوله الاسلام في الاندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 163
ومعها اللواء الأسود وسجل المنصور للعلاء، وحمله بعض التجار الثقاة إلى مكة، حيث كان المنصور يؤدى فريضة الحج في العام التالى (سنة 147 هـ) .
وألقى
أمام سرادق المنصور، وحمل إليه فارتاع لرؤيته، وقال ما معناه: " ما في هذا
الشيطان مطمح، فالحمد لله الذى جعل بيننا وبينه البحر " [1] .
ْوهكذا استطاع عبد الرحمن أن يسحق هذه الدعوة الخطرة، وكان أخطر
ما فيها أنها لم تكن دعوة حزب أو قبيلة، وإنما كانت دعوة عامة تدعمها الصبغة
الشرعية، ولم يك أصلح منها لجمع خصوم عبد الرحمن من سائر الأحزاب والقبائل
تحت لواء واحد [2] .
ولما عاد عبد الرحمن إلى قرطبة كانت الثورة التي يثير ضرامها
هشام الفهرى في طليطلة، قد استفحلت واتسع نطاقها.
فأرسل عبد الرحمن قائديه
بدراً وتمام بن علقمة في جيش كبير إلى طليطلة، فطوقها وشدد الحصار عليها
حتى ضاق أهلها ذرعاً، واضطروا إلى طلب الصلح، على أن يسلموا الزعماء
الثائرين، وقبضوا على هشام وعدة من أصحابه، فأخذوا إلى قرطبة مصفدين
معذبين، ثم صلبوا بأمر عبد الرحمن، وتم بذلك سحق الثورة في طليطلة إلى حين
(سنة 147 هـ - 764 م) .
وفى أوائل سنة 149 هـ - 766 م، خرج سعيد اليحصبي المعروف بالمطرى
بمدينة لَبْلة، مطالباً بثأر اليمانية الذين قتلوا مع العلاء، فهرعت إليه اليمانية وقوى
جمعه.
ثم سار إلى إشبيلية فاستولى عليها، وارتد عنها واليها عبد الملك بن عمر
المروانى لقلة جنده، ولبث ينتظر المدد.
وكانت إشبيلية مطمح كل ثائر لقربها من
قرطبة، ولأنها لبثت مدى أعوام من أهم مراكز الثورة في الأندلس.
وخرج فى
الوقت نفسه غياث بن علقمة اللخمى بمدينة شذونة ناكثاً لعهده.
فسار عبد الرحمن
أولا إلى إشبيلية، وانقلب المطرى إلى قلعة رعواق القريبة وامتنع بها، فحاصره
عبد الرحمن وقطع علائقه مع بقية أنصاره، فلما ضاق الثائر بالحصار ذرعا، حاول
الخروج ليشق له طريقاً بين الجيش المحاصر، ووقعت بين الفريقين معركة شديدة
قتل فيها المطرى، وارتدت فلوله إلى القلعة، وقدموا عليهم.
خليفة بن مروان،

[1] البيان المغرب ج 2 ص 54؛ والمقرى ج 1 ص 156 وج 2 ص 67؛ وأخبار
مجموعة ص 102 و103؛ وابن القوطية ص 33.
[2] Dozy: Hist, V.
I.
p.
234
نام کتاب : دوله الاسلام في الاندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست