نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 5 صفحه : 93
[من انهزم يوم الجمل فاختفى و مضى في البلاد]
و مضى الزبير في صدر يوم الهزيمة راحلا نحو المدينة و كرّ عليه ابن جرموز، فطعنه فدق صلبه و أخذ رأسه [1].
و دخلوا على عائشة، فقالت: و اللَّه لوددت أني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة [2].
و دخلوا على علي فقال: لوددت أني مت قبل هذا بعشرين سنة.
و بلغ قتلى يوم الجمل عشرة آلاف، نصفهم من أصحاب عليّ، و نصفهم من أصحاب عائشة، من الأزد ألفان، و من سائر اليمن خمسمائة، و من مضر ألفان و خمسمائة، و خمسمائة من تميم، و ألف من بني ضبة، و خمسمائة من بكر بن وائل [3].
و قتل من أهل البصرة في المعركة الأولى خمسة آلاف، و لم ير يوم كان أكثر من يد مقطوعة، و رجل مقطوعة لا يدرى من صاحبها منه. و قتل من أهل البصرة يومئذ عشرة آلاف من أصحاب عليّ خمسة آلاف، و قتل من بني عدي يومئذ سبعون شيخا كلهم قد قرأ القرآن، سوى الشباب و من/ لم يقرأ القرآن
. 35/ ب
[دخول علي رضي اللَّه عنه على عائشة رضي اللَّه عنها]
و دخل عليّ البصرة يوم الاثنين، و انتهى إلى المسجد، فصلى فيه، فأتاه الناس، ثم راح إلى عائشة على بغلته، فلما انتهى إلى دار عبد اللَّه بن خلف الخزاعي و هي أعظم دار بالبصرة، وجد النساء تبكين على عبد اللَّه و عثمان ابني خلف، قتل أحدهما مع عليّ و الآخر مع عائشة، و صفية بنت الحارث تبكي مختمرة، فلما رأته قالت: يا عليّ، يا قاتل الأحبة، يا مفرق الجماعة، أيتم اللَّه بنيك منك كما أيتمت ولد عبد اللَّه منه، فلم يرد عليها شيئا.
فدخل على عائشة فسلم عليها و قعد عندها، و قال: جبهتنا صفية، أما إني لم أرها منذ كانت جارية حتى اليوم.