نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 5 صفحه : 92
محمد بن أبي بكر و عمار بن ياسر أتيا عائشة و قد عقر الجمل، فاحتملا الهودج، فنحياه، فقال عليّ: ادخلا بها البصرة، فأدخلاها دار عبد اللَّه بن خلف الخزاعي.
و حدّثنا سيف، عن محمد و طلحة، قالا: أمر عليّ نفرا بحمل الهودج من بين القتلى، و قد كان القعقاع و زفر بن الحارث أنزلاه عن ظهر البعير، فوضعاه إلى جنب البعير، فأقبل محمد بن أبي بكر [إليه و معه نفر] [1]، فأدخل يده فيه، فقالت: من هذا؟
قال: أخوك البر، قالت: عققت، فأبرزوها بهودجها من القتلى، فوضعوها ليس قربها أحد، و كأن هودجها فرخ مقصّب [2] مما فيه من النبل. و جاء أعين بن ضبيعة المجاشعي 35/ أ حتى اطلع في الهودج، فقالت: إليك لعنك اللَّه، فقال:/ و اللَّه ما أرى إلا حميراء، قالت: هتك اللَّه سترك، و قطع يدك، و أبدى عورتك. فقتل بالبصرة، و سلب، و قطعت يده، و رمي به عريانا في خربة من خراب الأزد، فارتقى إليها عليّ بن أبي طالب رضي اللَّه عنه، فقال: أي أماه، يغفر اللَّه لنا و لكم، قالت: غفر اللَّه لنا و لكم.
و حدّثنا سيف، عن الصعب بن حكيم بن شريك، عن أبيه، عن جده قال [3]: انتهى محمد بن أبي بكر إلى الهودج و معه عمار بن ياسر، فقطعا الأنساع عن الهودج و احتملاه، فلما وضعاه أدخل محمد يده، و قال: أخوك محمد، قالت: مذمم، قال: يا أخية، هل أصابك شيء؟ قالت: ما أنت من ذلك في شيء، قال: فمن إذن، الضّلّال؟ قالت: بل الهداة. و انتهى إليها عليّ رضي اللَّه عنه، و قال: كيف أنت يا أماه؟
قالت: بخير، قال: يغفر اللَّه لك، قالت: و لك.
و حدّثنا سيف، عن محمد و طلحة، قالا [4]: لما كان من آخر الليل خرج محمد بعائشة حتى أدخلها البصرة، فأنزلها في دار عبد اللَّه بن خلف الخزاعي على صفية ابنة الحارث بن طلحة، و هي أم طلحة الطّلحات.
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول، و أوردناه من الطبري.
[2] الفرخ: الزرع إذا تهيأ للانشقاق بعد ما يطلع. مقصب: أي ذو أنابيب.