نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 3 صفحه : 246
لما مات سعد بن معاذ- و كان رجلا جسيما جزلا- جعل المنافقون و هم يمشون خلف سريره يقولون [1]: لم نر كاليوم رجلا أخف، و قالوا: أ تدرون لم ذاك؟ [ذاك] لحكمه في بني قريظة، فذكرت ذلك للنّبيّ صلّى اللَّه عليه و سلّم [2]، فقال: «و الّذي نفسي بيده لقد كانت الملائكة تحمل سريره».
أخبرنا عبد الأول، قال: أخبرنا ابن المظفر، قال: أخبرنا ابن أعين، قال: حدّثنا محمد بن يوسف، قال: أخبرنا البخاري، قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: أخبرنا فضل بن مساور، قال: حدّثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن جابر، عن النبي صلّى اللَّه عليه و سلّم قال:
«اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ».
أخرجاه في الصحيحين.
و فيهما
من حديث البراء: أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم أتى بثوب حرير فجعل يتعجب من حسنه و لينه، فقال: «لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أفضل- أو خير- من هذا».
و قد
روى سلمة بن أسلم الأشهلي، قال: دخل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم البيت و ما فيه إلا سعد مسجى، فرأيته يتخطاه، فوقف فأومأ إليّ: «قف»، فوقفت و رددت من ورائي، و جلس ساعة ثم خرج، فقلت: يا رسول اللَّه، ما رأيت أحدا و قد رأيتك تتخطاه، فقال:
«ما قدرت على مجلس حتى قبض لي ملك من الملائكة أحد جناحيه» فجلست و رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم يقول: «هنيئا لك يا أبا عمرو» ثلاث مرات.
قال سعد بن إبراهيم: حضره رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم و هو يغسل، فقبض ركبتيه، و قال:
دخل ملك فلم يكن له مكان فأوسعت له. و غسله أسيد بن حضير و سلمة بن سلام بن وقش و نزلا في قبره و معهما الحارث بن أوس و أبو نائلة، و رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم قائم على القبر [3]. و كانت أمه تبكي و تقول:
[1] في الأصل: جعل المنافقون يقولون و هم يمشون خلف سريره، يقولون».
[2] في الأصل: رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم).
[3] «و غسله أسيد ... قائم على القبر»: العبارة كلها ساقطة من أ.
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 3 صفحه : 246