قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم/: «كل البواكي يكذبن إلا أم سعد». و جاءت أم سعد تنظر إليه [في اللحد] [2] فردها الناس، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم «دعوها». فنظرت إليه قبل أن يبنى عليه اللبن، فقالت: «احتسبك عند اللَّه» و عزاها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم على قبره، و تنحى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم حتى سوي على قبره ورش عليه الماء، ثم جاء فوقف عليه فدعا له و انصرف.
و كان سعد رجلا أبيض طوالا جميلا، و توفي ابن سبع و ثلاثين سنة، و دفن بالبقيع، و أخذ من تراب قبره فإذا هو مسك.
و
روى [ابن] [3] عمر، عن النبي صلّى اللَّه عليه و سلّم، قال: «هذا العبد الصالح الّذي تحرك له العرش، و فتحت له أبواب السماء، و شهده سبعون ألفا من الملائكة لم ينزلوا الأرض قبل ذلك، و لقد ضم ضمة ثم أفرج عنه»
يعني سعد بن معاذ [رضي اللَّه عنه].
أخبرنا محمد بن أبي طاهر [4]، قال: أخبرنا الجوهري، قال: حدّثنا ابن حيويه، قال: حدّثنا ابن معروف، قال: أخبرنا ابن الفهم، قال: أخبرنا ابن سعد، قال: أخبرنا محمد بن الفضيل بن غزوان، عن عطاء بن السائب، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال [5]: دخل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم قبر سعد فاحتبس، فلما خرج قيل له: يا رسول اللَّه، ما حبسك؟
[قال: «ضم سعد في القبر ضمة] [6] فدعوت اللَّه أن يكشف عنه»
. 96- عبد اللَّه بن سهل بن زيد بن عامر بن عمرو بن جشم [7]:
أمه الصعبة [8] بنت التيهان، أخت أبي الهيثم بن التيهان، و هو أخو رافع بن سهل،