نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 3 صفحه : 245
حكم سعد بن معاذ] [1]، فبعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم إلى سعد بن معاذ فحمل على حمار عليه إكاف من ليف، و حف به قومه فجعلوا يقولون: يا أبا عمرو، حلفاؤك و مواليك [و أهل النكاية] [2] و من قد علمت، و لا يرجع إليهم شيئا، حتى إذا دنا من دورهم التفت إلى قومه، فقال: قد أنى لي أن لا أبالي [3] في اللَّه لومة لائم، فلما طلع [4] على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم، قال [5]:
«قوموا إلى سيدكم». فأنزلوه، فقال [6] له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم: «احكم فيهم»، فقال: فإنّي أحكم فيهم بقتل مقاتليهم، و سبي ذراريهم، و تقسيم أموالهم [7]، فقال [رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم]: «لقد حكمت فيهم بحكم اللَّه و حكم رسوله». قالت: ثم دعا اللَّه سعد، فقال: اللَّهمّ إن كنت أبقيت على نبيك من حرب قريش شيئا فأبقني لها، و إن كنت قطعت الحرب بينه و بينهم فاقبضني إليك. قالت: فانفجر كلمه، و قد كان برأ حتى ما يرى منه شيء إلا مثل الخرم، و رجع إلى قبته التي ضرب عليه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم، قالت: فحضره رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم و أبو بكر و عمر، قالت: فو الّذي نفس محمد بيده إني لأعرف بكاء أبي بكر من بكاء عمر و أنا في حجرتي، و كانوا كما قال اللَّه عز و جل:رُحَماءُ بَيْنَهُمْ [8]. قال:
فقلت: كيف كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم يصنع. فقالت: كانت عينه لا تدمع على أحد، و لكنه كان إذا وجد فإنما هو أخذ بلحيته.
قال محمد بن سعد [9]: حدّثنا عفان، قال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن أبي الزبير، عن جابر:
أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم كوى سعد بن معاذ من رميته.
قال [محمد] بن سعد [10]:/ و أخبرنا وهب بن جرير، قال: أخبرنا أبي، قال:
سمعت الحسن يقول:
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من المسند و ابن سعد.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من المسند و ابن سعد.