فخرجوا يتساقطون بكل طريق و يهلكون على كل منهل، و أصيب أبرهة في جسده، و خرجوا به معهم تتساقط أنامله أنملة أنملة [3]، كلما سقطت أنملة تبعها دم و قيح [4]، حتى قدموا به صنعاء و هو مثل الفرخ، فما مات حتى انصدع صدره عن قلبه [5].
أخبرنا محمد بن عبد الباقي البزار [6]، قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال:
أخبرنا أبو عمرو بن حيويه قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: أخبرنا الحارث بن أبي أسامة قال: حدّثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر، عن أشياخ له:
أن النجاشي وجّه أرياطا أبا صحم [7] في أربعة آلاف إلى اليمن فغلب عليها، فقام رجل من الحبشة يقال له: أبرهة الأشرم فقتل أرياطا، و غلب على اليمن، فرأى الناس يتجهّزون أيام الموسم فسأل: أين يذهب الناس؟ فقيل له: يحجّون بيت اللَّه بمكة فقال: ممّ هو [8]؟ قالوا: [من] حجارة. قال: و ما كسوته؟ [9] قالوا: [ما] يأتي من هاهنا
[1] هذا البيت سقط من الأصل، ت و أثبتناه من الطبري 2/ 136.