عمدوا حماك بكيدهم] [2] * * * جهلا و ما رقبوا جلالك
إن كنت تاركهم و كعبتنا * * * فأمر ما بدا لك.
ثم أرسل عبد المطلب حلقة الباب، و انطلق و من معه من قريش إلى شعف الجبال، فتحرّزوا فيها ينتظرون ما يفعل أبرهة [3]، فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة، و هيأ فيله، و عبّأ جيشه، فلما وجّهوا الفيل أقبل نفيل بن حبيب الخثعميّ حتى أخذ بأذن الفيل فقال: ابرك و ارجع [4] من حيث جئت، فإنك في بلد [5] اللَّه الحرام. فبرك، و مضى نفيل يشتدّ في الجبل، فضربوا الفيل ليقوم فأبى، [فأدخلوا محاجن في مراقيّه ليقوم فأبى] [6]، فوجّهوه إلى اليمن، فقام يهرول، و وجّهوه إلى الشام فهرول [7]، و وجّهوه إلى المشرق فهرول [8]، و وجّهوه إلى مكة فبرك [9]، فأرسل اللَّه عليهم طيرا من البحر أمثال الخطاطيف، مع كلّ طائر منهم ثلاثة أحجار: حجر في منقاره، و حجران في رجليه أمثال الحمّص و العدس، لا تصيب أحدا منهم إلّا هلك، فخرجوا هاربين يبتدرون الطريق [الّذي جاءوا منه، و يسألون عن نفيل ليدلهم على الطريق إلى] [10] اليمن، فقال نفيل حين رأى ما أنزل اللَّه عز و جل بهم من نقمته:
أين المفرّ و الإله الطّالب * * * و الأشرم المغلوب غير الغالب!