نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 14 صفحه : 5
وقت الصلاة فكبس، و أخذ من وجد فيه فعوقبوا و حبسوا حبسا طويلا، و هدم المسجد حتى سوي بالأرض، و عفى رسمه، و وصل بالمقبرة التي تليه، و مكث خرابا إلى سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة، فأمر الأمير بجكم بإعادته و إحكامه و توسعة بنائه [1]، فبني بالآجر و الجص، و سقف بالساج المنقوش، و وسع فيه ببعض ما يليه مما ابتيع له من الأملاك التي للناس [2]، و كتب في صدره اسم الراضي باللَّه، و كان الناس ينتابونه للصلاة فيه و التبرك، ثم أمر المتقي باللَّه [بعد] [3] بنصب منبر فيه، و كان [4] في مدينة المنصور معطلا مخبوءا في خزانة المسجد، عليه اسم هارون الرشيد، فنصب في قبلة المسجد، و تقدم إلى أحمد بن الفضل بن عبد الملك الهاشمي، و كان الإمام في مسجد الرصافة [5] بالخروج إليه، و الصلاة بالناس فيه الجمعة، فخرج و خرج الناس من جانبي مدينة السلام، حتى حضروا هذا المسجد [6]، و كثر الجمع، و حضر صاحب الشرطة، فأقيمت صلاة الجمعة فيه يوم الجمعة لثنتي [7] عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة تسع و عشرين [و ثلاثمائة] [8]، و توالت صلاة الجمع [9] فيه، ثم تعطلت الصلاة فيه بعد الخمسين و أربعمائة.
و في يوم الخميس [10] لسبع خلون من جمادى الآخرة: سقطت [11] رأس القبة الخضراء بالمدينة.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت أنبأنا [12]