نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 14 صفحه : 6
إبراهيم بن مخلد أخبرنا [1] إسماعيل بن علي الخطبيّ قال: سقطت [2] رأس القبة/ الخضراء التي في قصر أبي جعفر المنصور لتسع [3] خلون من جمادى الآخرة سنة تسع و عشرين، و كان تلك الليلة مطر عظيم، و رعد هائل، و برق شديد، و كانت هذه القبة تاج بغداد، و علم البلد، و مأثرة من مآثر بني العباس عظيمة، بنيت أول ملكهم، و كان بين بنائها و سقوطها مائة و سبع و ثمانون سنة.
أخبرنا القزاز، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت [الخطيب قال:] [4] أخبرنا علي بن أبي علي البصري قال: حدثني أبي قال: قال لي أبو الحسين بن عياش [5]:
اجتمعت في أيام المتقي باللَّه إسحاقات كثيرة، فانسحقت خلافة بني العباس في أيامه، و انهدمت قبة المنصور الخضراء التي كان بها فخرهم فقلت له: ما كانت الإسحاقات؟
قال: كان يكنى أبا إسحاق، و كان وزيره القراريطي، يكنى: أبا إسحاق، و كان قاضيه ابن إسحاق الخرقي [6]، و كان محتسبه أبو إسحاق بن بطحاء، و كان صاحب شرطته أبو إسحاق بن أحمد، و كانت داره القديمة في دار إسحاق بن إبراهيم المصعبي و كانت الدار نفسها دار إسحاق بن كنداج [7].
و اشتد الغلاء في جمادى الأولى و زاد [8]، و بلغ الكر الدقيق مائة و ثلاثين دينارا، و أكل الناس النخالة و الحشيش، و كثر الموت حتى دفن جماعة في قبر واحد بلا صلاة، و لا غسل، و رخص العقار و القماش حتى بيع ما ثمنه دنانير بعددها دراهم.
و في هذه السنة خرج التشرينان [9] و الكانونان و شباط بلا مطر [إلا مطرة واحدة