فقيه أهل بلخ و زاهدهم، أخذ الفقه عن أبي يوسف، و ابن أبي ليلى. و الزهد عن إبراهيم بن أدهم [4].
و سمع الحديث من عوف بن أبي جميلة، و إسرائيل، و معمر، و غيرهم، روى عنه: أحمد، و يحيى، و أبو كريب.
أنبأنا زاهر بن طاهر، أنبأنا أحمد بن الحسين البيهقي، أنبأنا [5] أبو عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه الحاكم قال: سمعت أبا بكر محمد بن عبد العزيز المذكر يقول:
سمعت أبا عمرو محمد بن علي الكندي [6] يقول: سمعت مشايخنا يذكرون أن السبب [في] [7] إثبات ملك آل ساسان أن أسد بن نوح خرج إلى المعتصم، و كان أسد حسن المنظر شجاعا عالما فصيحا عاقلا فتعجبوا من حسنه و جماله و فصاحته [8]. فقال له أمير المؤمنين: هل في بيتك أشجع منك؟ قال: لا. قال: فهل في بيتك أعقل منك؟ قال:
27/ ب لا. فلم يعجب الخليفة ذلك منه، فدخل عليه بعد ذلك فسأله مثل تلك المسألة، فأجابه/ بمثل ذلك الجواب، فلم يعجبه، ثم إنه كرر عليه السؤال فأجابه بمثله، فقال: يا أمير المؤمنين، هلا قلت و لم ذاك؟ قال: ويحك، و لم ذلك [9]؟ قال: لأنه ليس في أهل بيتي أحد وطئ بساط الخليفة و شاهد طلعته، و قابله بالمسألة التي قابلني بها و رضي خلقه و خلقه غيري، فأنا أفضلهم إذا [10] فاستحسن أمير المؤمنين ذلك منه فتمكن موقعه لديه، ثم إنه خيّره بين أعمال كور خراسان فاختار منها ولاية بلخ و نواحيها، فلما ورد بلخ بعهد أمير المؤمنين كان يتولى الخطبة بنفسه، ثم إنه سأل عن علماء بلخ هل فيهم من لم يقصده. قالوا: نعم، خلف بن أيوب أعلم أهل الناحية و أزهدهم و أورعهم و هو يتجنب